التاريخ : الأحد 06 may 2012 03:39:17 مساءً
يومًا بعد يوم تزداد فرص "عمرو موسي" لتولّى منصب رئيس الجمهورية، ليس عن كفاءة ولكن عن غباء القوى السياسية والجماعات الاسلامية التى جعلت الشارع المصرى والمواطن البسيط يكفر بهم ويكفر بالثورة وأبو اللى عمل الثورة، فيومًا بعد يوم يتّضح لنا طمع الجماعات الاسلامية والسلفية والاخوان فى السيطرة على كل مقاليد الامور فى مصر، وطمعهم للسلطة، والاستماتة عليها حتى آخر آيه قرانية يمكن أن يحشدوا بها الجماهير لمواجهات دامية ضد كل الثوابت، وضد أى رغبة فى الاستقرار والأمان.
بالامس القريب تفتعل جماعة الاخوان أزمة مع الحكومة وتطالب بحقها فى تشكيل حكومة، وإقالة حكومة الجنزوري، أمام هذه الرغبة الموحشة فى تولى مقاليد الحكومة ساحت وماحت وماجت جماعة الاخوان، لتقليب الرأى العام على المجلس العسكرى الذى لم يستجيب لها، وتزامن ذلك مع رغبة أبو اسماعيل وانصاره فى الانتقام من المجلس ولجنة الانتخابات التى منعتُه من الترشح للرئاسة بسبب جنسية والدته الأمريكية وترك أنصاره يتخطون كل الحدود وكل الاعراف ويهاجمون مقر وزارة الدفاع لاسقاط آخر جهة أمنية فى مصر، وبالتالى إحداث حالة من الهرج والمرج حتى ياتى الفرج، ويعود أبو اسماعيل بقانون الغاب إلى السباق الرئاسى.
ومع تكشير الجيش عن أنيابه واستنكار كل القوى السياسية لما حدث أمام وزارة الدفاع فى موقعة "العباسية الثانية"، وتخلى السلفيين عن انصار أبو اسماعيل، ودخول فلول النظام البائد على خط النار تحولت المنطقة إلى ساحة حرب إختلط فيها الحابل بالنابل، ولم نعد نعلم من الذى يهاجم وزارة الدفاع ومن هو الأعزل ومن هو المُسلح، ومن هو المُحق ومن هو المُخطئ؟!
الحقيقة والوحيدة هى إستنكار شريحة كبيرة تكاد تتخطى 90% من المجتمع للهجوم على وزارة الدفاع، وإتهام الجماعات الاسلامية (إخوان وسلفيين وغيرهم) بنشر الفوضى والسعى لسرقة مصر وسرقة الحكم تحت شعار نُصرة الاسلام، ورغم محاولات مرشحى الرئاسة الاسلاميين بتعويض هذه الفجوة من خلال إستنكار لما يحدث ووقوفهم بجانب المتظاهرين - الحائرين التائهين بعد تخلى أبو اسماعيل عنهم- إلا أن ذلك لم ولن يشفع لهم أمام جحافل المصريين الذين يحترمون الجيش المصرى ويتمسكون به كحصن أخير للذود عن انهيار الدولة.
وبالطبع المُستفيد الأكبر من ذلك هو "عمرو موسى" الذى أكدت كل استطلاعات الرأى انه يَتصدر السباق كمرشح مدنى فى مواجهة أبو الفتوح كمرشح اسلامى، ومع الأخذ فى الاعتبار ما حدث أمام وزارة الدفاع فيكون "عمرو موسى" قد تفّوق على أبو الفتوح بفارق كبير تجعله يحسم الانتخابات فى جولة الاعادة بفارق كبير.
لقد تحولت موقعة "العباسية الثانية" إلى وصمة عار فى جبين الجماعات الاسلامية، وخطأ سياسى فادح سيُعيد ترتيب الخريطة السياسية من جديد، سواءًا فى انتخابات الرئاسة، او على مستوى الانتخابات البرلمانية القادمة والتى ستعقب انتخاب الرئيس، وسيتذكر الاخوان والسلفيين أن موقعة العباسبة الثانية هى "القشة التى قسمت ظهر البعير".
|