التاريخ : الاثنين 14 may 2012 04:42:11 مساءً
على بعد أيام قليلة يبدأ إجراء أول إنتخابات رئاسية حقيقية فى مصر وسط حالة من الضبابية تنتاب كافة أفراد الشعب المصرى، فمازال البعض يتشكك فى إجراء تلك الإنتخابات فى موعدها فى ظل حالات الكر والفر التى تنتاب كافة القوى السياسية من أحزاب وتيارات ويقودها ويحركها فى الأساس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإعتباره المسئول عن إدارة المرحلة الإنتقالية.
ومازال البعض الأخر يتشكك فى أن تجرى إنتخابات رئاسية حقيقية حرة ونزيه ولا يسودها عمليات التزوير الفاضح التى كانت تحدث خلال العهد البائد، خاصة فى ظل الشكوك العديدة التى تحيط باللجنة العليا لإنتخابات الرئاسة وبتشكيلها الحالى والتى تتضمن من بينها المستشار عبد المعز ابراهيم مهندس المشهد الدرامى الذى نتج عنه قرار رفع حظر السفر عن المتهمين الأمريكان فى قضية التمويل الأجنبى لمؤسسات المجتمع المدنى والتى كان نتيجتها ضياع هيبة وسمعة القضاء المصرى داخلياً وخارجياً.
وتزداد حالة التشكك فى إجراء انتخابات حرة ونزيه فى ظل وجود المادة 28 من الإعلان الدستورى والتى حصنت من قرارات اللجنة العليا لإنتخابات الرئاسة وحولتها من كونها لجنة إدارية تشرف على العملية الإنتخابية الى أن أصبحت لجنة قضائية تفوق قرارتها أحكام المحكمة الدستورية العليا، وقد بدأت اللجنة تثير حالة من التشكك فيما تتخذه من مواقف بعد قرارها بالسماح بعودة المرشح الرئاسى الفريق احمد شفيق لسباق الرئاسة وبضربها عرض الحائض التعديلات التى أدخلها مجلس الشعب على قانون مباشرة الحقوق السياسية.
ووسط كل هذه المشاهد والأحداث الساخنة مازال المواطن المصرى يتابع كافة تلك المواقف ويقيمها من وجهة نظره دون القدرة على الوصول الى رأى قاطع بشأنها يمكن أن يفيده فى تحديد لمن سوف يعطى صوته فى العملية الإنتخابية فى ظل إشتعال السباق الرئاسى، وقد ظهر على المشهد بشكل واضح أربعة مرشحين للرئاسة نصفهما من الفلول والنصف الأخر من التيار الإسلامى، وما يزيد من حالة الضبابية التى تنتاب كافة أفراد الشعب المصرى هى تلك البرامج الإنتخابية التى قدمها كافة مرشحى الرئاسة، والتى إتفق الكثير من الخبراء على أنها لا ترتقى لأن تصبح برامج إنتخابية لمرشحى الرئاسة كونها لا تتعدى مجرد أحلام سياسية واقتصادية يسعى الى تحقيقها الجميع دون أن تتضمن مسارات واضحة لتحقيق تلك الأحلام.
وما يزيد من ضبابية المشهد الإنتخابى هو بروز النزعة الفردية والشخصية لبرامج مرشحى الرئاسية، وذلك بعد إستبعاد البرنامج الإنتخابى للمرشح الرئاسى الدكتور محمد مرسى بإعتباره المرشح الوحيد الذى قدم فى برنامجه مشروع النهضة وهو مشروع حزب الحرية والعدالة، غير أنه بخلاف ذلك يظهر برنامج فردى للفريق احمد شفيق وبرنامج فردى أخر للدكتور عبد المنعم ابو الفتوح على الرغم من مساندة حزب النور له، وينطبق الأمر كذلك بالنسبة لبرنامج عمرو موسى على الرغم من مساندة حزب الوفد له.
ومثلما اشتعل السباق الرئاسى بين مرشحى الرئاسة فقد اشتعل كذلك السباق الإعلامى فيما بين مقدمى برامج التوك شو لتزداد حالة الضبابية أمام المواطن المصرى، خاصة فى ظل توجهات إعلامية واضحة وفاضحة للعديد من القنوات الإعلامية ليست فقط بالنسبة لقنوات التليفزيون الرسمى ولكن أيضاً بالنسبة للإعلام الخاص والذى أصبح يسيطر على معظم قنواته سواء بشكل مباشر أو غير مباشر فلول النظام البائد .
وفى ظل كل تلك الأجواء والمشاهد الضبابية مازال المواطن المصرى غير قادر على حزم أمره لمن سوف يعطى صوته بعد أيام قليلة، خاصة أنها تعد المرة الأولى التى سوف يتولى فيها مسئولية الاختيار، ويجب علية أن يظهر أمام العالم أنه قد قبل التحدى.
أنها أحد القضايا المهمة التي تواجه كل فرد من أفراد الشعب المصرى العظيم وتحتاج إلى إعادة التفكير.
|