التاريخ : الاثنين 14 may 2012 04:47:10 مساءً
نموذج روسيا التى لا تتغير، أو لعبة الديمقراطية المضروبة -على حد وصف السفير رؤوف سعد سفير مصر الأسبق فى موسكو– هو حلم الإخوان المسلمين فى مصر اليوم، فروسيا لم تعرف رئيسا سوى فلاديمير بوتين الذى حكم البلاد 8 أعوام من 2000 الى 2008 قام بعدها بنقل الرئاسة لرئيس وزرائه ديمترى ميدفيديف لمدة 4 سنوات - كمحلل للمرحلة- ورئيس شكلى، قبل أن يعود رئيسًا للبلاد ويرجع ميدفيديف إلى أصله رئيسًا للحكومة.. هذا بالضبط ما يحلم به الإخوان.. فبعد خروج الشاطر من السباق الرئاسي والدفع بالمرشح البديل محمد مرسي للرئاسة، يأمل الإخوان فى فوز “مرسي” على أن يتولى "الشاطر" رئاسة الحكومة، ثم بعد 8 سنوات يسلم "مرسي" الرئاسة للشاطر ويصبح هو رئيس الحكومة، وبهذا تمر الفترات الأربع الأولى من المنصب الكبير بين أحضان رجلين من الإخوان.. وهذا ما يقوله "برنامج النهضة" والذى يمتد تنفيذه لستة عشر عامًا وحتى حلول عام 2028.. وهو نفس السيناريو القائم فى حالة فوز الإخوانى السابق عبدالمنعم أبوالفتوح بمنصب الرئيس، وهو الذى اتفق ضمن صفقاته مع التيار السلفى على قبول حكومة يرأسها الشاطر.
مصر الآن مثل مريض يعانى من "السعال" يقف أمام 13 طبيبًا بحثًا عن الشفاء والتعافى.. من المؤكد أن الأطباء الـ 13 سيكتبون فى وصفاتهم دواءً للسعال.. ومن المستبعد أن يكتب أحدهم له "مرهم ترومايسين للعين مثلا أو برشام للروماتيزم".. كلهم سيكتبون فى وصفاتهم العلاجية "دواء للسعال".. ويبقى فقط الاختلاف فى شكل عبوة الدواء.. فمنهم من يوصى بدواء مرسوم على علبته الخارجية "كاب عسكري" ومنهم من سيزين العلبة بلحية وجلباب قصير، ومن سيضع على العلبة "تي شيرت كات"، وهذا هو حال برامج المرشحين جميعا.. وباستثناء اختلافات قليلة للغاية كل البرامج تتشابه، ويبقى فقط الاختيار على الهوية والانتماء والأيديولوجية بين المرشحين الرئاسيين الـ 13.. وللحق فإن وصفة المرشح خالد على هى الأفضل لأنها تقضى على العرض والمرض، فيما تقضى كل البرامج الأخرى على الأعراض دون المرض.. بما فيها موضوع الإنشاء الطويل المسمى "مشروع النهضة".
سألت أصدقائي سؤالاً حول قرارهم إذا ما وصل الى مرحلة الإعادة كل من الدبلوماسي السابق عمرو موسى أمام الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان.. واكتشفت أن الإجابة صعبة للغاية عليهم جميعًا.. لأن إقرارهم بالانحياز الى "موسى" يعنى انهم ذبحوا الثورة لأنهم انتخبوا رجلاً من رحم النظام المخلوع، تمامًا كما أن انتخابهم للدكتور محمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة، يعنى أيضا استئصال التجربة الديمقراطية لإيمانهم بأن دولة المرشد أسوأ وأضل سبيلا، وعلى الرغم من استبعاد بعضهم لفرص وصول مرسي الى مرحلة الإعادة على أساس أن رصيد الإخوان تآكل خلال المرحلة الماضية وممارساتهم الاستحواذية وخسارتهم لكل حلفائهم بما فيهم المجلس العسكري، فإننى أرى أنه الأقرب لبلوغ الإعادة لقدرة الجماعة على استخدام "ورقة الدين ونصرة الإسلام" و"منابر المساجد" و"أكياس السكر" و"زجاجات الزيت" و"أنابيب البوتاجاز".. ولأنهم "بتوع انتخابات" يدركون جيدًا أن فشل مرشحهم "الإستبن" يعنى انهيار الجماعة وتفككها.. وبالتالى فالأمر بالنسبة لهم معركة "حياة أو موت" سيتجاوزونها ولو ببلوغ مرحلة الإعادة.. وسيستخدمون من أجل تلك الغاية كل الوسائل.. خاصة أنهم يؤمنون جيدًا بأن "الغاية تبرر الوسيلة".
|