التاريخ : الأحد 20 may 2012 11:30:15 مساءً
على عكس كافة استطلاعات الرأى التى صدعوا بها دماغنا طوال الايام الماضية جاءت نتيجة تصويت المصريين بالخارج لتنسف كل تلك الاستطلاعات وتضع ابو الفتوح ومرسى وحمدين فى المقدمة بينما اطاحت بعمرو موسى وشفيق فى المركزين الرابع والخامس وهو ما يضع امامنا سؤال هام وهو هل الاستفتاء التى تمت خلال الفترة الماضية فى مصر استفتاءات مضروبة؟ ليس لها علاقة بالواقع؟ ام ان نتيجة تصويت المصريين بالخارج ليست مؤشرا على ما سيحدث فى الانتخابات الرئاسية؟
ولنناقش الفرض الاول والخاص بتزوير أو فبركة استطلاعات الرأى، والواقع يؤكد ان عدد كبير من تلك الاستفتاءات تتبع المنهج والاسلوب العلمىفى الاستقصاء، وان معظم تلك الاستفتاءات تصدر عن جهات مختلفة، لكنها تتفق على شىء واحد وهو ان موسى وشفيق فى المقدمة يليهما ابو الفتوح ومرسى، ولا ذكر لحمدين صباحى (حصان التصويت الاسود حتى الان).
ولا نجد امامنا الا تفسير من ثلاثة، التفسير الأول إما أن تلك الاستطلاعات مزورة وبالتالى يجب ان نبحث عن الطرف الثالث الذى يقوم بتعميم نتيجة الاستفتاء على وسائل الاعلام المصرية من خلال جهات متعددة لإعطاء صورة ايجابية عن مرشحين بعينهم لدفع الجمهور للتصويت لهم،و التفسير الثانى ان العينات التى اختارها الاستقصاء هى عينات غير ممثلة لواقع وحال المجتمع المصرى، أو ان العينات تكذب فى اجابتها وتعطى معلومات غير حقيقية التفسير الثالث ان نتيجة الاستقصاء صحيحة وان المحك هو تصويت المصريين داخل مصر لان كل الذين صوتوا خارج مصر لم يتجاوز عددهم نصف مليون شخص (مع ملاحظة ان الاستقصاء يتم على عينة لا تتجاوز 1500 شخص).
والتفسير الثالث يقودنا الى مناقشة الفرض الثانى وهو ان نتيجة تصويت المصريين بالخارج ليست دليلا ولا مؤشرا على اتجاهات تصويت المصريين، وهو ما يضعنا امام عدة ملاحظات عامة وهى ان الدول الاوربية لم يحصل فيها شفيق ولا موسى على النسبة الكاسحة بل ان ابو الفتوح تقدم على موسى فى واشنطن، بل ان المفارقة العجيبة ان اصوات المصريين فىاسرائيل توزعت بين موسى ومرسى وابو الفتوح وشفيق وخالد على بنسب متقاربة، وهو ما يعنى ان شعبية موسى وشفيق قد اصابها الوهن، وبخاصة شعبية شفيق التى كانت تؤكدها دائما استطلاعات الرأى.
انا شخصيا اميل الى فكرة ان استقصاءاتالرأى غير دقيقة فى مصر لان المواطنالمصرى لديه قدرة على ان يعطى اجابة ويأخذ قرار مختلف عن الاجابة والحقيقة الوحيدة هى ان الصندوق الانتخابى هو المؤشر الوحيد الصادق.
لكن حالة بلبلة الإستقصاءات راجعة الى عدة امور اهمها انه وبالرغم من الحديث عن ارتفاع اسهم عمرو موسى الا ان مناظرته مع ابو الفتوح خصمت من رصيده ( كما خسرت ايضا من رصيد ابو الفتوح ) اضافة الى ان حملات الهجوم على عمرو موسى والصاق تهمة الفلولية به، والاهم هو تهديد بعض التيارات بان الثورة ستستمر وقد تعود لتشتعل من جديد اذا كسب موسى الانتخابات، اثرت على موقف موسى وهو ما جعل قطاع كبير من الحريصين على استقرار الدولة الى البعد عن التصويت لموسى و توجيه اصواتهم الى حمدين صباحى الذى نجح فى طرح نفسه كحل وسط بين الاسلاميين مرسى وابو الفتوح من جهة وبين عمرو موسى واحمد شفيق من جهة اخرى، على الجانب الاخر الهجوم الضارى الذى شنه عصام سلطان على شفيق والاتهامات بالفسادالتى لاحقت الفريق قلصت كثيرا جدا من مكاسب شفيق كما ان الخوف من اشتعال الثورة مرة ثانية اذا فاز شفيق تحديدا جعلت الكثيرين يفضلون عدم المواجهة والهروب من شفيق الى حمدين صباحى ايضا،اما ابو الفتوح فان تأييد قطاع كبير من التيار السلفى اثار ريبة المؤيدين من الليبراليين الذين نفضوا ايديهم من ابو الفتوح وانضموا الى حمدين، أى ان الخلاصة ان حمدين هو المستفيد الاول من كل تقلبات الساحة السياسية حتى الان، لكن فى النهاية يبقى ان رئيس مصر الجديد مازال فى علم الغيب مع كافة احترامىوتقديرى لكل التوقعات ومازلت اطالب بان نصطف حول الرئيس الفائز حتى لو اختلفنا مع اتجاهه السياسى، ولا يجب ان ننسى اننا جميعا مصريين،من اختار شفيق مصرى وله مطلق الحق فى اختياره، ومن اختارمحمد مرسى مصرى وله مطلق الحق فى اختياره والمرحلة القادمة يجب ان تكون مرحلة بناء وليست مرحلة خناق.
|