التاريخ : الأحد 20 may 2012 11:31:39 مساءً
منذ عدة أيام عقدت أول مناظرة من نوعها فى مصر والمنطقة العربية بين أثنين من مرشحى الرئاسة ضمت المرشح الرئاسى عمرو موسى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وذلك من خلال التحالف الإعلامى والصحفى الذى ضم قنوات أون تى فى ودريم بالإضافة الى صحيفتى الشروق واليوم السابع.
وبعيداً عن رؤية المشاهدين لما أسفرت عنه تلك المناظرة والتى رأى المتشائمون أنها قد أخذت من سمعة كلا المرشحين وشكل كل منهما أمام جمهور الناخبين خاصة بعد توجيه المزيد من الإنتقادات وكذلك التهم من جانب كل مرشح للأخر، وكذلك رأى أولئك المتفائلون بأنها قد أضافت الى كلا المرشحين، حيث رأى أنصار أبو الفتوح أنها رفعت من أسهمه و رأى أنصار عمرو موسى أنها رفعت من أسهمه هو الآخر.
وعلى الرغم من عدم تقديم كلا المرشحين حلول واقعية جادة لكافة مشاكل المواطنين وأن برامجهم الإنتخابية لا تتعدى مجرد أحلام وطموحات سياسية واقتصادية تحتاج للمزيد من الأدوات والآليات حتى يمكن تحقيقها، غير أن الأمر المؤكد أن تلك المناظرة قد أتاحت لجمهور المشاهدين والناخبين الكثير من المعلومات والحقائق التى يمكن البناء عليها فى تكوين آرائهم وتفيدهم فى عملية التصويت فى الإنتخابات.
وقد أضافت تلك المناظرة أيضاً الكثير الى سمعة مصر داخلياً وخارجياً وجعلت العديد من دول العالم التى نقلت تلك المناظرة تتحدث عن مستقبل جديد لمصر التى يسودها الحرية والديموقراطية، ويعد هذا نجاح بالأساس لثورة يناير التى ألغت حالة الإحتكار لأرفع منصب داخل الدولة وكسرت حاجز الخوف الذى فرض عن قهر وقصر على الشعب المصرى على مدار العقود الماضية.
وقد حقق التحالف الإعلامى والصحفى الذى نجح فى تقديم تلك المناظرة سبق جديد يضاف الى رصيدهم المهنى لم ينجح فى تحقيقه غيرهم، حيث نجح مقدمى المناظرة منى الشاذلى ويسرى فودة فى تقديم أداء إعلامى متميز، وكذلك فقد نجح فريق الإعداد فى تجهيز قائمة من التنساؤلات التى تغطى كافة المحاور الرئيسية التى يجب أن يتضمنها أى برنامج رئاسى بغض النظر عن أن بعض الأسئلة تم نسخها من ورقة الأسئلة الخاص بإمتحان المرحلة الابتدائية على شاكلة- أكمل العبارة الأتية-، كذلك بعض الأسئلة التى تركز على الإهتمام بالماضى أكثر من الإهتمام بالمستقبل.
غير أنه يبقى التساؤل لماذا تمت تلك المناظرة فيما بين أثنين فقط من المرشحين، وهو الأمر الذى يمكن قبولة فى مرحلة الإعادة فقط حيث يتبقى أثنين فقط فى سباق الإنتخابات، ولماذا تم إختيار هذين المرشحين تحديداً؟ ولماذا تم البدء بهما؟ ولماذا إتجهت تسريبات فيما بعد عن عدم قدرة ذلك التحالف على عقد مناظرات أخرى بين المرشحين الأبرز فى سباق الرئاسة؟
وعلى الرغم من أن تلك المناظرة بدأت بالإجابة على التساؤل الخاص بلماذا تم إختيار هذين المرشحين وأنه جاء بناء على إستطلاع الرأى الذى قدمه مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ومركز بصيرة الذى يترأسه وزير الإتصالات السابق وهو الرئيس السابق لمركز المعلومات بمجلس الوزراء الذى كان يصدر كافة الدراسات التى تشيد بأداء حكومة نظيف وبإرتفاع درجة الرضاء العام عن أدائها لدى المواطنين، غير أن هذين الإستطلاعين لم يتعدى ألفى مواطن وهو عدد لا يمثل إلا القليل فى تعداد من لهم حق التصويت فى الإنتخابات، ومن ثم لا يمكن الإعتماد على نتائجهم بالشكل الذى يقصى معه باقى المرشحين.
والأمر المؤكد أن التحالف الإعلامى والصحفى الذى نجح فى عقد تلك المناظرة قد أضاع فرصة ذهبية للإستمرار فى حشد كافة المشاهدين لمتابعة المزيد من المناظرات بين أكثر من مرشح للإنتخابات الرئاسية، كذلك فقد أخفق ذلك التحالف فى إظهار مدى موضوعيته فى الإختيار فيما يتعلق بالمناظرة الأولى مثلما هو الحال فى العديد من البرامج والتغطيات الإعلامية التى تتم ويظهر منها الإنحياز التام وهو الأمر الذى يجب الحرص عليه بالشكل الذى يحافظ على الجمهور العريض من المشاهدين.
أنها أحد القضايا المهمة التي تواجه كافة الإعلاميين والصحفيين الذين يملكون أدوات التأثير على الرأى العام وتحتاج إلى إعادة التفكير.
|