التاريخ : الأربعاء 23 may 2012 02:01:52 صباحاً
يريد أنصار محمد مرسي أن ينسحب عبد المنعم أبو الفتوح.. ويتمنى أنصار أبو الفتوح لو ينسحب حمدين صباحي.. ويأمل أنصار حمدين لو يتنازل خالد على.. ودعو أنصار خالد على الله أن يختفى أحمد شفيق.. ويطالب أنصار أحمد شفيق بإنسحاب عمرو موسى.
نحن الآن نعيش أجواء إنتخابية تبحث عن الفوز بالتزكية وليس إنتزاع الفوز بالمنافسة.. بينما الحقيقة أن كل واحد من المرشحين خلفه تيار من حقه إنه يقيس حجمه فى الشارع.
ومهما كان اسم الرئيس القادم.. علينا أن نحترم الصندوق.. ومهما كان اسم الرئيس القادم.. ستبقى مصر بتركيبتها كما هى لأبد الآبدين.. مصر التى هضمت الاحتلال الفرنس فأسلم ثالث "مينو" قادتها.. وغير اسمه الى عبد الله.. ودخلها الانجليز بلغتهم الأثيرة التى يحكمون بها العالم فخرجوا منها يقولون "لا يا خبيبي أنا لو مس إمسكتوا واخد كنيه ما فيس بضاعة".. وجاءها الألبانى "محمد على" جندى فى الجيش العثمانى فحكمها وأحفاد أحفاده.. وإحتلها الهكسوس فذابوا فى صعيد مصر.. وجاء اليها العرب لفتحها فإقتسموا الحياة مع أهل النوبة.. وحكمها الاسكندر الاكبر المقدونى وجعلها محطته لغزو العالم وأوصى أن يدفن فيها عندما يموت.. مصر ستظل كما هى "مصر".. وسيحاول من يريد تغيير تركيبتها لأجيال وأجيال وأجيال واجيال لا تنتهى.
نحن شعب يعيش فى منطقة عبقرية تذيب بداخلها الكل.. وتهضم كل المناهج.. نحن شعب إن ثار علم البشرية معنى الثورة.. وإن ضحك أضحك الكون.. وإن إجتهد بنى هرما.. وإن تجمع حفر قناة.
لسنا عباقرة ولا فضائيون ولكننا نعيش فى بقعة سحرية تتجاوز كل من حكموها.. إطمئنوا على مصر هى تعرف جيدا كيف تحمى نفسها كما فعلت منذ أن ولدت لأنها "فجر الضمير".. على كل فرد وهو يعيش تلك التجربة الفريدة ويحتار ليختار رئيسا لها .. أن يرضى ضميره وينتخب من يمثله أكثر ويعبر عنه بشكل، دون أن يتمنى أن يغمض عينيه ويفتحها ولا يرى الأخر..
علينا ان نتذكر حينما تعلن النتيجة النهائية أن القادم مهما كان سنجبره أن يكون رئيسا وليس فرعونا.. وندرك أننا ننتخب حاكما وليس ملاكا.. يعمل موظفا لخدمتنا بما هو مؤهلا له، وليس ديكتاتورا نسعى نحن للبحث عن رضاه عنا، ولا حاكما ربانيا نعامله وكانه ظل الله على الأرض.. نحن ننتخب بشر يخطئ ويصيب ويحاسب إن إخطأ، ويحاكم إن تجبر.
تذكروا دائما مشهد الميدان عندما كان قصة يتداولها العالم.. لتعرفوا ولو بعد حين أننا قادورن على صياغة التغيير الذى ننشده جميعا، وأن زمن الصمت قد ولى وراح بلا رجعة.
يجب أن نتذكر دائما أن مصر "محروسة" وهى وحدها البلد الذى ذكر فى القرآن والإنجيل والتوراة.. حينما كان من حولها مجرد قبائل أو جماعات تتمدد وتنكمش.. بينما هى باقية تعلم التاريخ درس الابدية.
|