التاريخ : الأحد 27 may 2012 12:03:19 مساءً
كم هى جميله مصر وهى تعيش أحلى أيام الحرية والديموقراطية حينما يتجه أفراد الشعب المصرى العظيم على إختلاف إنتمائاتهم السياسية والحزبية والعقائدية للإدلاء بأصواتهم لإختيار رئيس الجمهورية بإرادة حرة ونزيهة ولا يشوبها أى نوع من عمليات التزوير الفاضح التى كانت تحدث خلال العهد البائد.
وكم هى جميله مصر حينما ينتشر جنودها من أفراد الشرطة ورجال الجيش المخلصين لهذا الوطن لحماية أمنها وأمن مواطنيها والدفاع عن استقرارها واستقلالها بعيد عن تدخلات أى نظام يسعى لفرض إرادته الفردية ومصالحه الخاصة على إرادة ومصالح المجتمع ككل.
وكم هى جميله مصر حينما يقود قضاءها الطاهر المنزة عن كل هوى وهو يباشر ويشرف على العملية الإنتخابية لإختيار رئيس مصر بعيداً عن تداخل السلطة التنفيذية الواضح والفاضح الذى كان يحدث خلال العقود الماضية.
وكم هو عظيم الشعب المصرى حينما يقف فى طوابير طويلة ينتظر فيها بالساعات ليس للحصول على رغيف العيش أو أنبوبة البوتاجاز ولكن للإدلاء بصوته لإختيار رئيسه وهو يعلم مدى أهمية صوته ومدى قيمته فى التحول الديموقراطى الذى يمكن أن يؤدى الى تطور اقتصادى شامل ينعم من خلاله الشعب المصرى بالرفاهية بعيداً عن المعاناة فى الحصول على أبسط الحقوق والتمتع بأبسط الخدمات.
وكم هو جميل المجلس الأعلى للقوات المسلحة وهو ينهى فترة حكمه للبلاد بإنتهاء المرحلة الإنتقالية بعملية إنتخاب ديموقراطية وينفذ بحق ما سبق ووعد بة من أن يقف على مسافة واحدة من كافة المرشحين دون مساندة لأحد أو مناهضة أحد، وبعيداً عن أيه أحداث خارج السياق العام يقودها الطرف الثالث الذى نأمل أن يختفى مع إنتهاء المرحلة الإنتقالية ومع ترك المجلس العسكرى إدارة البلاد للسلطة الشرعية المنتخبة بإرادة شعبية.
وكم هو جميل الإعلام المصرى المقرؤ والمسموع والمرىء وهو يتابع عملية التحول الديموقراطى ويرصد ويحلل بمنتهى الشفافية والموضوعية بعيداً عن الإنحياز لطرف ما ولتغليب مصالح الوطن على مصالح أصحاب المصالح.
وكم كان رائعاً الإعلام الدولى وهو يتابع ما يجرى على أرض مصر بعد ثورة عظيمة شهد بها الجميع وينقل لكافة المشاهدين على مستوى العالم صورة جديدة لمصر بعد أن أصبحت مثل باقى دول العالم المتحضر الديموقراطى الذى يحترم ارادة الجميع.
وكم كان رائعاً مؤسسات المجتمع المدنى المصرى والعالمى وهى تتابع وتراقب العملية الإنتخابية وترصد ما بها من أخطاء لتصدر فى النهاية شهادة براءة للإنتخابات من أى تزوير وكذلك شهادة تفوق للشعب المصرى الذى شارك وساهم فى بناء مستقبله الجديد.
وكم كان رائعاً كافة مرشحى الرئاسة والتيارت السياسية المختلفة فى أدائهم وإداراتهم للعملية الإنتخابية وقيادة التحول الديموقراطى بعيداً عن الأحداث الفردية البسيطة التى يمكن أن تحدث فى أية إنتخابات تجرى فى أى مكان فى العالم.
ومع شهادة كافة الأطراف بنزاهة وشفافية العملية الإنتخابية يتبقى قبول كافة الأطراف للنتائج التى سوف تسفر عنها نتيجة الانتخابات، ويتبقى أن يتقبل كافة المواطنين تلك النتيجة وأن يراجع كل فرد مواقفه وإنتقاداته وإتهاماته للأطراف الأخرى التى لم تتفق معه فى الرأى.
إنها أحد القضايا المهمة التي تواجه كافة مرشحى الرئاسة والتيارات السياسية المختلفة فى مصر وتحتاج إلى إعادة التفكير.
|