التاريخ : الأحد 27 may 2012 05:05:16 مساءً
عانينا قديمًا من مبدأ أهل الثقة في حكم مصر فقد استعان الرئيس جمال عبد الناصر بأهل الثقة عقب قيام ثورة يوليو 52، وكان وقتها له مبرره وهو أننا نُغير تشكيل الهيكل الإداري والتنظيمي للدولة لتطهيره من الإقطاع وسيطرة رأس المال، فتولى أمرنا إما فاسد أو منافق أو متسلق، وتحولت مصر من عزب للإقطاع إلى عزب جديدة لأهل الثقة الذين استولوا على كل المناصب وحولوا مصر من مملكة لفاروق إلى مملكة لرجال عبد الناصر.. وجاء من بعدهم السادات وقام بثورة تصحيح لتطهير البلاد من فساد رجال عبد الناصر واستعان أيضًا بأهل الثقة ليحلوا محل أهل الثقة السابقين، ففسد من فسد وتحول وتلون من تلون، فلول عبد الناصر غيروا وجهتهم إلى وجهة انفتاحية رأسمالية، ونهب من نهب واغتنى من اغتنى، ثم جاء مبارك وفتح المجال لأهل الثقة ليحكموا مصر وتحولت مصر إلى منجم ذهب، يسرق منه رجال الأعمال كيفما يشاءون فتحول كل رجال السياسة إلى رجال أعمال وتزوج المال بالسلطة، وأصبحت الشلة الفاسدة ولصوص المال العام أهل الثقة، وتمت أكبر عملية نهب منظمة لثروات مصر.
واليوم نحن أمام فئة جديدة ستطفو على السطح بنجاح مرسي وصعوده إلى كرسي الرئيس وهي فئة (أهل اللحى) الذين يعتبرون اللحية هي رمز الدين ورمز النقاء والطهارة وعفة اليد، وبالطبع ستتم الاستعانة بأهل (اللحى) ليحلوا محل أهل الثقة السابقين، وسنجد كبار موظفي الدولة ممن يمتلكون عظيم اللحى، فكلما زادت وكبرت لحيتك، كنت ممن يتسم بالطهارة وعفة اليد، وياحبذا إذا كانت اللحية مهذبة ومحناة لزوم الوجاهة الاجتماعية والتحضر، وأمام الاتجاه الجديد نحو سياسة (أهل اللحى) سنجد هرولة من قبل المتحولين والمنتفعين والمنافقين لتربية اللحية ليجدوا مكانًا في النظام الجديد، فينخروا كالسوس في السلطة، فتتحول إلى نظام جديد من الفساد تحت شعار الدين وستار الإسلام، وسيطبق المبدأ الجاهلي القديم إذا سرق فيهم الغني تركوه.. وإذا سرق فيهم الفقير أقاموا عليه الحد.
فهنيئًا لأهل اللحى بلحاهم. |