التاريخ : السبت 09 june 2012 02:34:28 مساءً
في البداية أؤكد أنني لا أرغب في فوز أحمد شفيق في انتخابات الرئاسة، فهذا الرجل أصبح الوكيل الحصري للفلول في مصر، وجذب حوله كل الفاسدين والمنافقين والطامعين في مزيدٍ من نهب أموال الشعب، بالإضافة إلى حالة الاحباط العام والفوضى التي ستعم البلاد في حال فوز "شفيق"، ولكن هل المرشح المنافس يستحق أن نلتف حوله؟! دعونا نتأمل..
"لا بيعة في رقبتي إلا للشعب المصري، وليس للمرشد بيعة عليَّ بعد فوزي بانتخابات الرئاسة".. كانت هذه الكلمات هي كلمات محمد مرسي المرشح الإخواني لرئاسة الجمهورية.. معترفًا ببيعته للمرشد على السمع والطاعة، وفي الحقيقة لقد قال الرجل في أكثر من حديثٍ تلفزيونيٍ، إنه في حال فوزه بالرئاسة سيحله المرشد من البيعة التي في عنقه.
قال مرسي في البيعة للمرشد: "أبايعك بعهد الله، وميثاقه، على أن أكون جنديًا مخلصًا في جماعة الإخوان المسلمين، وعلى أن أسمع وأطيع في العسر واليسر والمنشط والمكره إلا في معصية الله، وعلى اثرة علىّ، وعلى ألا أنازع الأمر أهله، وعلى أن أبذل جهدي ومالي ودمي في سبيل الله ما استطعت إلى ذلك سبيلا، والله على ما أقول وكيل".
فإذا كان مرسي قد بايع مرشد الإخوان على السمع والطاعة، وعاش طوال عمره في كنفِ هذه البيعة، وكان عضوًا في مجلس الشعب، وهذه البيعة في رقبته، وتولى رئاسة حزب "الحرية والعدالة" وهو على العهد، ورشحته الجماعة لرئاسة الجمهورية وهو على البيعة، وبعد كل هذا سينقلب على المرشد ويعلن العصيان للجماعة.. فهل هذا معقول؟!
وإذا افترضنا أن مرسي لن يلتزم ببيعة المرشد، فما موقف مشروع النهضة، الذي قال عنه المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والمرشح الأصلي للجماعة: "إن الجماعة نجحت في تحقيق جزء من مشروع النهضة في البرلمان، وإن المشروع ينقصه أن تحقق الجماعة الوصول إلى السلطة التنفيذية ورئاسة الجمهورية والحكومة، ولذلك رشحنا رئيسًا للجمهورية من الجماعة".
فهل يأتي المرشح الإخواني الذي دفعت به الجماعة في انتخابات الرئاسة كبديل للمرشح الأصلي صاحب مشروع النهضة، ليستكمل هذا المشروع، ثم ينقلب عليها ويتنصل منها، ويتنصل من مشروع النهضة الذي هو أساس دعايته الانتخابية، وتمتلك الجماعة مفاتيح تحقيقه؟!
الواقع يقول إن محمد مرسي هو مرشح الجماعة، وبايع المرشد على السمع والطاعة، وانفقت الجماعة الملايين لكي يصل إلى هذا المنصب ويمكنها من السيطرة على السلطة التنفيذية بجانب السيطرة على السلطة التشريعية؛ ليتحقق لها السيطرة الكاملة، وليس لكي تكون جماعة من ضمن الجماعات السياسية والدينية الموجودة في مصر.
لستُ ضد مرسي كشخصٍ، ولكني ضد هيمنة الإخوان، وضد العبث بمقدرات شعب، وضد صناعة حزب وطني جديد يُهيمن على كل شيء فيفسد كل شيء.. ضد أن تسرق ثورة من شعب، وأن يقفز الطامعون والمشتاقون إلى السلطة على اكتافِ الشهداء ودماء الأبرياء.
|