التاريخ : الاثنين 13 june 2011 06:27:41 مساءً
علي مدار عشر سنوات وهي فترة الحراك السياسي في الشارع المصري الذي نتج عنه ثورة يتحدث عنها العالم اجمع، كان للصحافة المستقلة دور رئيسي في تحفيز وتعبئة الرأي العام ضد الفساد والمفسدين، وتحمل الصحفيين علي عاتقهم سخط النظام السابق ورجاله الفاسدين، وانعكس ذلك علي أوضاعهم المهنية والمالية، واستغل أصحاب الصحف الصحفيين في تحقيق مكاسب مادية من خلال التقرب للسلطة التي يهاجمها الصحفيين الشرفاء المستقلين، وفي نفس الوقت تعاملوا مع الصحفيين بمنتهي الخسة والنذالة وإهدار لأدميتهم وحقوقهم المالية حتى وصل الأمر بالصحفيين في الصحف المستقلة إلي تسول مرتباتهم التي لا تثمن ولا تغني من جوع، وذلك في الوقت الذي كان فيه صحفيون كثيرون قي الصحف القومية ينعمون في رغد السلطة ينافقونها ويثمنون من وراء هذا النفاق.
وبعد أن قامت الثورة المجيدة وزال النظام الفاسد ظل ملاك الصحف الخاصة والمستقلة علي فسادهم في التعامل مع الصحفيين، وحينما تحدث الدكتور يحيي الجمل المشرف علي المجلس الأعلى للصحافة عن تحسين أوضاع الصحفيين تحدث فقط عن الصحف القومية التي كانت لسان حال النظام السابق ونسي الصحف المستقلة التي كانت شريكا أساسيا في الثورة وكانت أوضاعها في أسوأ حال فكانت ومازالت تحت رحمة رجال الأعمال يعانون أسوأ الأحوال الاقتصادية والمالية حتى أن اغلبهم لا يتجاوز مرتباتهم طوال العشر سنوات الماضية حاجز الـ 500 جنيه فقط، بل اقل من ذلك بكثير.
العالم اجمع يتجه إلي تحسين أوضاع الصحفيين بصورة خاصة لأنهم مرآة الأمة, وجهة رقابة لها ودورها الهام في كشف الفساد والمفسدين، وأداه تنويرية في الدول المتقدمة وغير المتقدمة فيتم عمل كادر خاص للصحف سواء القومية أو المستقلة, فالصحفي كالقاضي إذا شعر بالجوع تهتز العدالة، ففي مصر تحولت الصحافة المستقلة إلي صحافة ابتزاز وتسول، وتحولت الصحافة القومية إلي صحافة نفاق ورياء وكله من اجل لقمة العيش.
لن تتقدم مصر ولن يعود الأمان إلي الشارع المصري من جديد إلا إذا تم حماية الصحفيين وتوفير حياه كريمة لهم وذلك من خلال وضع لائحة أجور عادلة للصحف القومية والمستقلة علي حد سواء وتلزم الحكومة أصحاب المؤسسات الخاصة تطبيق هذه اللائحة ومراقبتها، وإغلاق كل صحيفة لا تلتزم بحقوق صحفييها وتجبرهم علي الابتزاز من اجل المال.
يا دكتور "شرف" الصحافة المستقلة أمانة بين يديك .. فانظر ما أنت فاعل بها.
|