التاريخ : الأحد 24 june 2012 06:52:27 مساءً
اليوم وقبل دقائق من إعلان اسم رئيس الجمهورية الجديد .. وأول من سيمثل الجمهورية الثانية من بين مرشحين اثنين بلغا المرحلة النهائية وخاضا إنتخابات رئاسية بنيت على الكراهية قبل أن تبنى على الحب والإنحياز، فمال من يكرهون الإخوان وممثلهم الدكتور محمد مرسي الى الفريق أحمد شفيق ومنحوه أصواتهم، واعطى من يكرهون النظام القديم ومن ينتمون له وعلى رأسهم الفريق أحمد شفيق أخر رئيس وزراء فى عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، أصواتهم الى مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي. قبل أن أعرف من هو الرئيس القادم أكتب هذا البيان الذى يضم مطالب رأيت أنها تمثل الحدث الاهم من الإنتخابات ذاتها، لإيمانى بان الثورة ومطالبها فوق الحكم والحاكم الذى سيتم انتخابه. ايها الرئيس القادم فى مصر قامت ثورة كسرت حاجز الخوف من الحاكم، ومسحت من تاريخنا مصطلح الفرعون فحذارى أن تحاول أن تعيده الى الحياة مرة أخرى، وأعلم أن شعب مصر سيكون أكبر رقيبا على أفعالك وقراراتك وتصريحاتك ومواقفك، قبل البرلمان القادم وقبل السلطات مجتمعة، فلا تخسر هذا الشعب، وأعلم أنك جئت بأصوات أقل من ربع سكان البلد الذى ستحكمه، وان ما حصدته من أصوات لم ينحاز اليك لكونك الأفضل على الإطلاق، ولكن لكون "أحسن الوحشين"، فلا تحاز عن طريق الديمقراطية، وحقق مطالب الثوار التى رفعت شعارات "عيش – حرية - عدالة إجتماعية"، وعليك أن تدرك أن العيش يعنى إقتصادا تصب عوائده فى شرايين كل مواطن على أرض هذا الوطن، وليس فى "حِجر" مجموعة من المتربحين والمنتفعين، وأعمل على أن تتبنى إقتصادا رحيما يعطى من يحتاج حاجته ولا يمنح فاسد إمتيازا فوق الحق، ولا يعطى متربحا طريقا لإحتكار أرزاق الناس. إعلم يا سيادة الرئيس الذى لا أعرف من هو .. أن الشعب حين خرج بملايينه الى الشارع مطالبا بالحرية كان يقصد حرية التفكير والتعبير عن الراى وحرية العقيدة والتنقل والعيش بكرامة، فلا تجنح الى القمع وإلا فإننا عائدون الى الميدان نتباحث فى آلية تغيير الظلم، وطمس الظلام ان حاول أن يعود، فلا تطرب الى نفاق حولك، وإحسن إختيار بطانتك، وراهن على المستقبل ولا تنحاز الى الماضى لأن الماضى لن يعود. سيادة الرئيس .. إن سيادتك على البلاد لا تغير من حقيقة أنك خادما للشعب تعمل على ما فيه خيرا للبلاد وتجنب شعبها ما يعيق مسارات أحلامهم من أن التحقق، وأعلم أن تدوال السلطة لم يعد خيارا تمنحه او تمنعه لكنه واقع سيقاتل الشعب بكل طوائفه للحفاظ عليه بعد أن منحته ثورة 25 يناير هذا الامل، وهذا المسار نحو الديمقراطية، فلا تستمع لمستشارى السوء حين يعملون على تضخيم ذاتك ليصورونك وكانك فوق القانون والدستور، ولا تعمل على يث روح الانتقام فى البلاد، وإعمل اول ما تعمل على إنشاء هيئة وطنية للمصالحة، تجمع شتات الوطن، ولا تسعى الى الاستحواذ وفرض السيطرة، وتجنيب من يقولون لك "لا" .. فقبلك رجلا حكم البلاد لأكثر من 30 عاما وظن أنه قد ملك الارض ومن عليها، وعجز ان يبقى إسمه على محطة مترو أنفاق. سيادة الرئيس أنت ممثل السلطة التنفيذية لإدارة البلاد، فلا تتهاون فى جرح كرامة أى مواطن لأن الحق أحق أن يتبع، ولا تغلق الطريق أمام حقوق البشر وحقوق الوطن، وإحفظ بقراراتك سلامة أراضيه، واستمع الى من يقدمون لك الخير بأرائهم وخبراتهم وإجمع حولك من كل طيف سياسي رجلا يعينك على مسئولياتك العظيمة، وإعلم إنك تحكم شعب أصبح واعيا ومقدرا لإرادتك السياسية إن انحازت للصالح، وإنت خسرت هذا الشعب لن تجد لك عونا من أحد، فلا تحجز نفسك عن الناس بجماعة من الأتباع لأنك وحدك من يتحمل المسؤولية. لا تنسى أيها الرئيس أنك ستعود مرة أخرى لتقف طالبا الدعم من هذا الشعب فى انتخابات قادمة، فلا تقطع الطريق على الآلية الديمقراطية، ولا تسمح بعودة تزوير ارادة الشعب، وإعمل على تجاوز أخطاء العملية الإنتخابية المشوهة التى منحتك المنصب العالى. سيادة الرئيس للثورة حقوق .. وللشعب عيون تراقب .. وللشعب ميادين لن تخلوا من حناجر ستظل دائما تطالب بالحقوق. |