التاريخ : الثلاثاء 26 june 2012 07:01:13 مساءً
بعيدا عن أى إنتماء سياسى، وبعيدا عن الشخص الذى اختاره الشعب المصرىفى الانتخابات فإن مصر والمصريين يجب ان يفرحوا ويشعروا بالفخر، فقد دخلنا جميعا عهدا جديدا ننضم فيه الى مصاف الدول الديمقراطية بحق، كنت اتابع تويتر يغلى والكل يحبس انفاسه واشقاء كثيرون من الاخوة العرب يتفاعلون (ربما اكثر من بعض المصريين) وهم يستمعون الى الديباجة الطويلة للمستشار فاروق سلطان قبل ان يعلن عن الفائز.
كانت فرحتى عظيمة وانا ارى الشعب المصرى، وشعوب العالم تحسده وهى تتحرق شوقا ايضا لسماع اسم الفائز والنتيجة متأرجحة بين الطرفين،وكأننى كنت اتابع مبارة قمة بين الاهلى والزمالك والنتيجة ستحسم فى اخر لحظة بقدم اى من الفريقين.
إن كم الاثارة والمتعة والفخر الذى حصل عليه المصريون امس وهم ينتظرون إعلان اسم الرئيس مبرر قوى لإستمرار عجلة الشفافية والديمقراطية والعدالة ونزاهة الانتخابات ويجعلنا لا نفرط فى المكاسب التى حققناها ابدا.
الأن اصبح الدكتور محمد مرسى رئيسا لكل المصريين، من قال له نعم ومن رفضه ومن كرهه ومن حاربه، اليوم يجب أن ننصاع جميعا لقرار الصندوق وان نعترف بمحمد مرسى رئيسا، له كل الصلاحيات وعلينا ان نحسن الظن به وان نعطيه الفرصة كاملة ليعمل وان نتكاتف معه لنبنى، مصر تحتاج الان الى البناء وليس الهتاف، فقد اضعنا وقتا طويلا ونحن نتجادل ونتخانق ونخون بعضنا بعضا ويسب البعض البعض الاخر، مصر لم تعد تحتمل، نحن نحتاج الان الى المصالحة الوطنية الشاملة مع الجميع من اختاروا شفيق ليسوا اقلية بل يكادوا يتساوون مع من اختاروا مرسى،وبالتالى هم مصريين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.
ولا يجب ان يبدأ الرئيس مرسى حكمه بتصفية حساباته مع معارضيه وللأمانة فان الرجل قد قالها فى خطابة لكننى اؤكد عليها لاننى اريد من المحيطين بالرئيس الجديد ان يترفعوا عن توجيه تهم العمالة والتخوين واطلاق لقب الفلول على مؤيدى شفيق.
الطريق الصحيح هو احتواء الجميع ومصالحة الجميع واشراك الجميع فى عملية اعادة بناء ونهضة مصر، لان مصر تستحق افضل بكثير مما هى فيه، مصر التى صنعت هذه المعجزة الانتخابية تستحق موقع عالمىواقليمىوانسانىواقتصادى افضل بكثير، شعب بهذا التحضر والرقى لا ينفع ان يعيش نصف عدد سكانه تحت خط الفقر او فى العشوائيات أو أن تكون نسبة الامية 40 %.
لقد بدأ مرسى خطابه وهو يقتبس من اقوال الفاروق عمر بن الخطاب فى رسالة توليه الخلافة واتمنى ان يسير على نفس النهج واتمنى اكثر ان يبعد الله عنه البطانة السيئة التى تحول الحاكم المصرى الى فرعون، واحسب ان بطانته ليست من عينة بطانة فرعون،لكننى اذكر بالبدايات الاولى لمبارك التى كنت تشعر معه بالامل وبأنه (على رأى حملة حمدين صباحى )واحد مننا، الى ان ابتلاه الله بمطبلاتية كل العصور الذين زينوا له انه حكيم وان العالم يتطلع الى سماع حكمته، بل ان البعض لم يخجل ان يجعل مانشيت جريدته ان الرئيس الفلانى يتطلع الى لقاء مبارك للاستماع الى حكمته، حتى ساقوه الى السجن
بقى شىء مهم وهو ضرورة توجيه الشكر لقضاء مصر الشامخ الذى تعرض للتشكيك والسب والشتم ومع ذلك لم يهتز، وأدى دوره بكل شفافية وايضا الشكر للمجلس العسكرى الذى ادار انتخابات البرلمان بغرفتيه الشعب والشورى وجاءت بالاغلبية الاسلامية وادار الانتخابات الرئاسية وجاءت بالرئيس الاسلامى وهو ما يفند مقولة ان المجلس كان له مرشح رئاسى.
اما مسألة حل مجلس الشعب فهو خلاف قانونى عجز الفقهاء الدستوريين وخبراء القانون على حسمه فالبعض يؤكد ويقسم ان قرار الدستورية ببطلان البرلمان صحيح وله من الاسانيد القانونية ما يؤيدة، والبعض الاخر من اساطين القضاء ايضا يؤكد ان حل المجلس باطل وله من الاسانيد القانونية ما يؤيده، وهو خلاف يمكن ان يحل بالتوافق والتفاوض والاستماع لوجهات النظر المختلفة وليس بالصراع.
المستقبل لنا اذا اتحدنا وتكاتفنا وعملنا بروح الفريق الواحد مسلمين واقباط، يساريين واخوان ليبراليين وماركسيين، مصرللجميع وتستوعب الجميع وهذاهوطريق البناءالذى افهمه وأتوقعه.
|