التاريخ : الاثنين 16 july 2012 02:12:47 مساءً
هناك حقيقة هامة فى قضية الرئيس مرسى والمشير طنطاوى وهى ان هناك حالة من الصراع تدور تحت السطح بين الرجلين وان المشير طنطاوى لم يكن يتمنى ان يأتى صندوق الانتخاب بعنصر من الاخوان المسلمين ليصبح رئيسا لمصر كما ان مرسي يحلم باليوم الذى يتخلص فيه من طنطاوى وكابوس المجلس العسكرى الذى يقيد حركته وقراراته.
ويتبع كلا الطرفين اساليب وحجج قانونية للتضيق على الاخر دون اى اعتبار لمصلحة الشعب الذى يعانى من الصراع بين الطرفين وتمر الايام دون ان يجد نفسه حقق شيئا الا وجود رئيس الا حتة ومشير زائد حتة.
انا شخصيا ارى ان تعامل الطرفيين خطأ يستوجب التصحيح فالرئيس مرسى يجب عليه قبل ان يفكر فى الصراع مع المجلس العسكرى ان يحاول التعاون اولا فاذا وجد عدم تعاون عليه ان يبنى لنفسه قواعد فى الشارع ، والرجل للأمانة ومن خلال سماته الشخصية نجح فى ابهار قطاع كبير من المواطنين ببساطته وتدينه وهى كلها اشياء كان يسمع عنها المواطن دون ان يراها ويلتمسها فى سلوك السلف الصالح ويرون انها اشياء اقرب للاحلام منها الى الحقيقة فهل كنا نتصور رئيسا يصلى الفجر حاضرا فى المسجد او يذهب الى الفرن لشراء عيش انها بساطة مرسى والتى اعتقد انه لا يتصنعها او يحاول بناء صورة ذهنية جيدة عن نفسه.
هذه الارهاصات من قبل مرسى كانت تجد صدى طيب لدى قطاع كبير من الشعب بل لدى قطاع كبير من معارضيه ايضا وكان الهاجس الوحيد هو الاتهام الضمنى لمرسى بانه رجل مكتب الارشاد فى الرئاسة وليس رئيس كل المصريين وعزز هذا المفهوم الشائعات (واغلبها غير حقيقى ومتعمد) من ان الرجل يريد دور اكبر للشاطر فى المرحلة القادمة او ان الدكتور عصام العريان مرشح لمنصب رئيس المخابرات ايضا ساعد على شيوع هذا المفهوم كثرة الحديث من جانب قيادات الاخوان المسلمين وتصريحاتهم باشياء وقرارات على لسان الرئيس وكان السؤال بأى صفة يتكلم هؤلاء ، وكان على مرسى ان يسارع الى نفى هذه الاتهامات بشكل واضح ومن خلال تصريحات صادرة عنه وليست منسوبة اليه لكنه للاسف لم يفعل بل اكملها بقرار عودة البرلمان وبدا الامر وكأن المسألة حالة عند بين الرئيس او بشكل اكثر تحديدا بين الجماعة وبين المجلس العسكرى.
و رغم ان الغالبية العظمى ممن يطلق عليهم الفقهاء الدستوريين اكدوا ان قرار عودة البرلمان سيتم الغاؤه ، ويقينا ان الرئيس كان يعلم والاخوان كانوا يعلمون مصير هذا القرار بالرفض لكنه قرر ان يلعب سياسة للتنكيد على العسكرى، وبدوره استغل العسكرى الفرصة كما إنجر القضاء الى مستنقع السياسة وبدأت تصريحات من هنا وهناك وتهديدات منتشرة من نوعية ان المجلس قد يعلن فراغ منصب الرئيس بل وانعقاد المجلس الاعلى للقوات المسلحة لمدة 6 ساعات ثم خروج الاجتماع بدون اى شىء ،الكل كان يلعب ويرسل للاخر تهديدات ورسائل غير معلنة بان لديه جزء من القوة ونحن الشعب مطحونون بينهما.
واليوم الثلاثاء غالبا سيصدر القضاء قرارا بحل اللجنة التأسيسية للدستور وبالتالى ستتصادم مع القرار الاستباقى للرئيس مرسى بمحاولة تحصين تلك اللجنة مع قرار المحكمة ولن نعدم مليونيات واتهامات بدخول القضاء الى معترك السياسة وان هناك تحالف بين المجلس والقضاء ضد الرئيس اضافة الى التخوينات واظهار كل جانب لما لديه من عوامل القوة والضغط.
والسؤال الذى يشغلنى هل هذا ما اردناه لمصر وهل نقف لنشاهد مصر تتمزق اوصالها لان الاطراف الحاكمة لا تريد ان تتعاون بل تريد ان يزيل احدها الاخر؟
وهل هناك استحالة لحدوث تعاون حقيقى بين المجلس العسكرى وبين الرئاسة ام ان العلاقة يجب ان تكون طردية؟
لو فاز الرئيس على المشير سنخسر ولو فاز المشير على الرئيس سنخسر الحالة الوحيدة ان يتعاونا من اجل ان ننجح ، اللهم ابعد المستشاريين القانونيين والفقهاء الدستوريين وانصار السوء عن الرجلين يارب.
|