التاريخ : الاثنين 23 july 2012 03:12:51 مساءً
جاء خطاب الرئيس محمد مرسى لتهنئة الامة بحلول شهر رمضان ماسخاً خالياً من أى خطط مستقبلية، أو رؤية واضحة يسير عليها خلال الايام القادمة، واكتفى فقط بالامانى مطالباً الشعب المصرى بالتعاون مع الحكومة خلال الفترة القادمة، وتحمل عقبات المرحلة الانتقالية، وتحمل حالة التدهور الاقتصادى والأمني، ولم ينسى الرئيس الثورى أن يتباهى بمقابلته لأكثر من 40 فئة فى المجتمع وقال انه سوف يستمر فى إجراء هذه المقابلات خلال الفترة القادمة، ولم يذكر انجازًا واحدًا تم على ارض الواقع لصالح هذا الشعب.
لقد جاء بيان الرئيس مرسى حالما كبيانات الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء السابق وتصريحات الدكتور كمال الجنزورى التى أخذ يطلقها فى الهواء يمينًا ويسارًا، وجاءت النتيجة فى النهاية صفر اليدين، وضلت الاوضاع على حالها دون، بل انها تسوء وتتدهور يوما بعد يوم، فى انظار المنقذ الجبار.
لقد مللنا سماع هذه النغمة من التصريحات، التى من الواضح انها انتخابية خالصة، ثم بعدها لا يحدث شئ على ارض الواقع، فمنذ قدوم الرئيس مرسى والاوضاع فى سوء مستمر، سواء الاضربات والاعتصامات اليومية التى تعطل الانتاج وتؤخر الاقتصاد، اوالحوادث المستمرة التى تعانى منها مصر والتى قاربت ان تتساوى مع حوادث مبارك فى ثلاثين عاما رغم مرور اسبوعين فقط على قدوم "مرسي"، بالاضافة الى الآلة الاعلامية الاخوانية التى تروج لإنجازات رئاسية وهمية.
ترك الرئيس مرسى هموم ومشاكل المصريين وتفرغ لحضور حفلات التخرج العسكرية، وسفريات للخارج وكان يقوم بعمل شبكة علاقات عامة بدلاً من شبكة اقتصادية داخلية قوية، واختفى مشروع النهضة الذى جاء به فى حملته الانتخابية رافعاً شعار.. نهضة مصر، والذى لا نجد منه أى شئ على ارض الواقع، حتى مشروع الـ 100 يوم الذى يتكلم عنه عجز عن تحقيقه، ويتهم الاخوان الحكومة بأنها غير مُتعاونة لتحقيق برنامج الرئيس، وكان الرئيس ليس له اى سلطة ولا يسطيع اتخاذ قرار واجب النفاذ، وكتهيئة للتغيير الوزارى القادم الذى يجد صعوبة فى إعلانه خِشية أن يغضب جماعة الاخوان اوتغضب القوى الميداينة.
لقد أصبح من المؤكد أن الرئيس مرسى لا يحمل رؤية حقيقية للنهضة، ولا يملك السبيل لتحسين اوضاع المواطن، سوى برنامج ورقى وضعه خيرت الشاطر، ويبدو انه الشخص الوحيد القادر على تحقيقه بعد 16 عامًا كما هو مقرر من مكتب الارشاد، وبأيادى اخوانية تخضع لمبدأ السمع والطاعة ولا تعطل برنامج الرئيس.
ازمة كهرباء.. ازمة خبز.. ازمة مرور.. ازمة بنزين.. ازمة نظافة.. وكبرى الازمات ازمة الامن، قال الرئيس عنها انه سيحلها فى 100 يوم وحتى الان الازمات تزداد ولا نجد اى بوادر لانفراجها فى المستقبل القريب، بل الأدهى من ذلك ان الاستثمارات التى قال عنها الرئيس انها ستاتى عقب توليه رئاسة الجمهورية لم نرى منها اى شئ حتى الان، بل على العكس من ذلك هربت المليارات من مصر خوفا من بطش الاخوان وسيطرتهم على الحكم.
بطش الاخوان اوالمعركة الانتقامية التى تقودها الجماعة ضد المؤسسة العسكرية ومؤسسة القضاء خلال الايام الاخيرة والتى كادت ان تورط الرئيس فيها بشكل يسحب منه الشرعية ويدخل البلاد فى نفق مظلم لن نخرج منه قبل عدة سنوات، وبدات الجماعة تمارس نوعا من البلطجة ضد السياسيين وثوار التحرير وسيطرت على الميدان سيطرة كاملة، وبدات حملة تخوين وتخويف ونفاق فى الشارع المصرى للتيار الاخوانى فاقت ما قام به رجال مبارك "المخلوع".
يا سيادة الرئيس ليس بالامانى وحدها يتم صناعة مستقبل مصر، ولن تكون الأمانى طعامًا للجائع، اوعملاً للعاطل، اوحقاً للمظلوم، ولن تحصل على الشرعية الحقيقة إلا بعد تحقيق شرطين الأمن والطعام، فلن تسمعك البطون الخاوية، ولن يخشاك ويهابك من يخشى البلطجية ويرى الانفلات الأمنى فى كل مكان. |