التاريخ : الاثنين 30 july 2012 05:36:01 مساءً
منذ أن أعلن الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية ترشحه لانتخابات الرئاسة فى أول انتخابات رئاسية ديمقراطية تجرى فى مصر خلال تاريخها الحديث وهو يحرص دائمًا فيما يعلنه من تصريحات وفيما يتخذه من قرارات على إعلاء قيمة الاصطفاف الوطنى وكذلك الحرص الدائم على التوافق العام بعيدًا عن التناحر والتصادم فيما بينه وبين كل القوى الوطنية.
وقد حرص رئيس الجمهورية خلال مرحلة الانتخابات على الالتزام أمام الشعب وجمهور الناخبين من ناحية وأمام القوى الوطنية من تيارات سياسية وتكتلات حزبية من ناحية أخرى، على ضرورة تشكيل فريق رئاسى قوى وتشكيل حكومة وطنية يرأسها شخصية وطنية مستقلة وأن تراعى الخبرات والكفاءات المتوافرة داخل المجتمع وكذلك أن تحرص على التوازنات المختلفة داخل المجتمع بعيدًا عن فكرة الحصحصة وتوزيع المناصب فيما بين التيارات السياسية المختلفة.
وقد جاء اختيار الدكتور هشام قنديل لتشكيل حكومة جديدة التزامًا ووفاءً بالعهد والوعد الذى التزم به رئيس الجمهورية أمام الشعب حيث إنه شخصية وطنية مستقلة لا تنتمى لأى من التيارات السياسية وليس له تاريخ حزبى، ولا ينفى ذلك عدم القدرة على التعامل مع القوى السياسية المختلفة.
غير أنه ومنذ الإعلان عن اختيار شخص رئيس الوزراء الجديد بدأ جمهور المعارضين والمشككين فى سن أسلحتهم فى مواجهة الحكومة الجديدة ومن قبل أن يعلن التشكيل الكامل لها ومن قبل أن تبدأ عملها، فتحدث البعض عن عدم قدرة رئيس الوزراء الجديد على التعامل مع الملفات الاقتصادية الشائكة والمشاكل المتفاقمه، غير أن ذلك ينتفى مع وجود مجموعة اقتصادية قوية تعلم حقيقة الوضع الاقتصادى ومشاكله وكيفية مواجهته بالشكل الذى ينعكس على الوضع الاقتصادى العام ويظهر مردودة على المواطن البسيط.
وقد بدأ البعض الآخر ممن يرفعون شعار نظرية المؤامرة الحديث عن أن شخص رئيس الوزراء ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين، ودليلهم الوحيد والمضحك فى ذلك هو اللحية التى يرتسم بها وجة رئيس الوزراء الجديد، وهو أمر غريب يدعو إلى الحيرة من أولئك الذين يصرون على إدخال البلاد فى النفق المظلم من خلال الإصرار الدائم على التشكيك فى كل شىء والتصادم مع كل شىء والمواجهة بالشكل الذى أصبحت معه المعارضة تمثل معول هدم وليس بناء.
وقد بدأ طرف ثالث يتحدث عن انخفاض حجم الخبرات المتراكمة لشخص رئيس الوزراء الجديد، حيث إن فترة عمله الوزارى داخل الحكومة لم تتجاوز العامين، وأنها كانت بوزارة الرى، مُعتبرين أن تلك الوزارة ليس كبيرة بالشكل الذى يرقى من خلالها الوزير ليصبح رئسًا للوزراء، وهم فى ذلك غافلين أو غير مدركين أن شخص رئيس الوزراء الجديد يحمل درجة الدكتوراة فى العلوم الهندسية وأنه تلقى تعليمه فى الولايات المتحدة الأمريكية ثم عمل بمواقع مختلفة داخل وزارة الرى الى أن تم تصعيده لمنصب الوزير على الرغم من صغر سنه وهو ما كان يعد أحد المطالب الأساسية لشباب الثورة.
وما يجب أن يدركه الجميع فى تلك المرحلة المهمة من تاريخ مصر أن الشعب المصرى ليس لدية رفاهية الدخول فى جدال وصراع سياسى يقوده نخبة لا تفكر فى المصالح العليا للوطن أو فى أحوال المواطنين أكثر مما تفكر فى وجودها وأن تحافظ على كيانها.
إن مصر أصبحت الآن فى مرحلة الجهاد والعمل من أجل تنفيذ برنامج الرئيس سواء مشروع النهضة بشكل عام أو برنامج المائة يوم والذى طرحه الرئيس فى برنامجه الانتخابى للتصدى لخمس قضايا أساسية تهم المواطن فى المقام الأول وهى رغيف الخبز والقمامة والأمن والمرور ومواد الطاقة من بنزين وسولار وأنبوبة البوتجاز، وعلى الجميع أن يعمل معًا وأن تتضافر الجهود من أجل النجاح فى تنفيذ ذلك البرنامج بعيدًا عن الصراعات السياسية التى لن تجنى مصر من ورائها شىء.
إنها إحدى القضايا المهمة التي تواجه النخبة من التيارات السياسية والقوى الحزبية المختلفة وتحتاج إلى إعادة التفكير.
|