التاريخ : الأحد 05 augu 2012 02:06:23 مساءً
المشكلة الاساسية التى تواجهنا الان هى غياب الشفافية والوضوح فى التعامل بين القطاعات السياسية المختلفة داخل الدولة و غيابها حتى بين الرئيس وبين الحكومة وبين الشعب ، لا احد يريد ان يصارح الاخر بالحقيقة والكل يقف على اطراف اصابعه ينتظر خطأ الاخر ليتاجر به.
وهناك عدة حقائق لا يمكن تجاهلها منها على سبيل المثال ان الرئيس مرسى لم ينفصل عن جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، وإن تم الإعلان الإعلامي عن انفصال الرجل، وبالمناسبة هذا شىء منطقى لان الرجل نجح بدعم وتوجيه واصوات هذا الفصيل فلا تطلبوا منه ان ينقلب عليه بين يوم وليلة، ولا يستشيريهم او يأخذ بارائهم، فمثلا لا اعتقد ان الرئيس مرسى إ تصل بالبرادعي أو حمدين أو ابو الفتوح للتشاور حول الحكومة الجديدة، ويقينا ان الرجل استأنس برأى فريقه القديم – وهذا حقه – وبالتالي تسويق ان الرجل ليس له علاقة بالجماعة وانها لا تشاوره ،ولن اقول تتدخل فى قراراته أمر محسوم بالرفض– وأعيد وأكرر هذا ليس عيبا، لأن شفيق لو فاز لم يكن سيستأنس برأى المرشد وهو يضع التشكيل الوزاري وبالتالي ليس مطلوب اخراج سيناريو نفى على طريقة تصريحات الدكتور عصام العريان بأنه فوجىء بالتشكيل الوزارى.
حقيقة اخرى ان المجلس العسكرى يشارك فى حكم مصر بصفته التشريعية كما فى الاعلان الدستورى وبصفته القوة الاكبر والفاعلة فى الحياة السياسية وانه يقوم بدور فى تحجيم اتجاهات مرسى للالتصاق بشكل اكبر بالجماعة.
ان الرئيس مرسى يسدد فواتير انتخابية من بينها الافراج عن مجموعة من القتلة – تتفق او تختلف مع اتجاهاتهم السياسية واسبابهم فى القتل او حتى تؤيدهم وتتعاطف معهم هذا حقك – لكنهم قتلة مهما كانت مبراراتهم ، قتلة باعترافاتهم قبل أحكام المحكمة حتى لو كانت المحاكمة عسكرية.
ان هناك مبالغات كثيرة جدا فى عمليات الفوضى وقطع الكهرباء والمياه وان جزء غير قليل من هذه الاحداث يبدوا مدبرا لأحراج الرئيس المنتخب واظهاره بمظهر العاجز ، ولكن فى الوقت ذاته اليات التعامل مع هذه الازمات غير مبتكر ولا تأتى بجديد .
ان هناك قصور فى التعامل مع الازمات من جانب الرئيس فاذا سلمنا ان البلد تحتاج الى وقت للنهوض فان هناك قرارات وافعال كان يمكن ان تعطى مؤشرات على ان الدولة تغيرت بالفعل للأحسن، مثلا احداث دهشور،فبدلا من ان يكلف مرسى شيخ الازهر والبابا بالبحث عن حل او يطالب بالقبض على الجناة ومعاقبتهم كان يمكن وبكل سهولة ان ينتقل بنفسه الى دهشور ويخطب من داخل الكنيسة هناك ليعطى مؤشرا ان البلد تغيرت وان التحرك من قمة الهرم التنفيذىفى كبار الامور وصغارها ونفس الكلام ينطبق على احداث النايل سيتى.
مرسى نجح فى ان يّصدر لنا صورة الرئيس التقى الورع لكنه حتى الان لم يقدم لنا صورة الرئيس الحاكم الواثق فى نفسه والقوى المتمكن وهو ما دفع البعض للقول نحن انتخبنا رئيس للجمهورية وليس شيخا للمسجد .
الحكومة الحالية لن تحقق شيئا لأنها بدأت بكذبة من وزير الكهرباء بانه سيقضى على انقطاع الكهرباء خلال 48 ساعة وهو مالم يتحقق بالطبع- وبالمناسبة اطالب بعزل هذا الرجل لانه يكذب او على الاقل لا يدرك حجم المسئولية التى تولاها، وايضا بتصريح غير موفق لوزير الاستثمار فهم منه انه يدعوا لفرض رقابة واغلاق الفضائيات تحت زعم انها تعيق الاستثمار.
ان هناك قطاع كبير جدا يقف للرئيس مرسى على الواحدة ويدعو الله اناء الليل واطراف النهار كييخطىء الرجل حتى يتاجروا بأخطائه ويتعمدون اهانته والتحقير من شأنه.
ان فكرةالمائة يوم هى فكرة فاشلة لاننا نتعامل مع دولة مفككة الاوصال وليس مع دولة مثل امريكا التى اقتبسنا منها فكرة ال 100 يوم الاولى لان امريكا باستقرارها وانتظامها يمكن ان يظهر فيهاملامح انجاز خلال 100 يوم لكن مصر التسعين مليون رأى والتى لم تفعل شىء منذ الثورةالا الكلام، صعب جدا بل مستحيل ان يشعرالمواطن فيهاباى انجاز قبل مرور 1000 يوم مش 100 خاصة فى ظل ادارةعاديةواقل منالعادية وبلا ابتكار.
ان القصة تبدوا وكأنها صراع بين الاخوان من جانب وباقى التيارات والفصائل من جانب اخر للسيطرة على مفاصل الدولة وليس صراع لبناء الدولة
والمحصلة النهائية اننا جميعا نكذب على بعضنا البعض ونغرق انفسنا فى التفاصيل وستغرق فيها البلد وحتى الان لا يوجد انجاز واحد ملموس يشعر به الشعب المصرى والوحيد الذى سيدفع الثمن نحنالغلابة والمطحونين قبل ان يدفعه مرسى والاخوان .
نحن اكبر خاسر من هذا التشرذم لأن لا احد يريد ان يمد يد العون للأخر من اجل ان نبنى وطن نحن نتصيد الأخطاء لبعضنا البعض وفى النهاية ستنهار البلد على رؤوسنا جميعا ،فهل يوجد عقلاء يقومون بمبادرة للتعاون والعمل وان نتوقف عن الكلام لمدة عام واحد فقط وان نعمل جميع من كل التيارات والاتجاهات فى طريق واحد وهو بناء البلد سواء كان مشروع اخوان او ليبراليين او هنود حمر ارجوكم تكاتفوا لنبنى مصر قبل ان تضيع .
|