التاريخ : الأحد 12 augu 2012 04:57:59 مساءً
حالة من التوتر والقلق والفوضى تسود الوسط الإعلامى والصحفي، وحرب تصفية حسابات انتقلت من شاشات التليفزيون إلى ساحات المحاكم، بتهمة سب فلان أو علّان، وأصبح أغلب الصحفيين والإعلاميين المُعارضين للنظام الحاكم الجديد مُهددين بالحبس سواء كانوا مُعارضين للإخوان أو معارضين للرئيس محمد مرسى الإخواني.. نقطة ومن أول السطر.
لقد عانت الجماعة الصحفية لسنوات طويلة من القمع وهيمنة الحاكم على مُقدرات الأمور داخل الصحف والقنوات التليفزيونية، واشتروا الذمم إما بالمال أو الخوف والترهيب والتنكيل والاعتقال والتهديد، وغيرها من وسائل قمع أصحاب الرأي، ولقد حارب الصحفيون لسنوات طويلة لانتزاع حريتهم من براثن الأسد، وكان الإعلام فى طريقه لانتزاع حريته نبراس السياسة لكى تنشط ويكون لها صوت قوى مُدوٍ، وكان نضال الإعلاميين بداية الحراك السياسى الذى انتهى بثورة 25 يناير.. نقطة ومن أول السطر.
هل ينتقم الإخوان من الإعلام؟! هل تسعى الجماعة لأخونة الإعلام لتوجّه الرأى العام إلى ما تحبه وترضاه؟ وهل تبدأ بتصفية الحسابات مع رابش المهنة لكى يخاف لكهنة الكبار؟ هل بدأت عملية السيطرة باختيارات مجلس الشورى البعيدة عن الكفاءة؟ وهل تنتقم الجماعة من الصحف القومية بتعيين أسوأ الأشخاص فى أخطر المناصب؟!
لقد ناضل الصحفيون لسنوات طويلة، وانضم إليهم الإعلاميون مؤخرًا، وعلا الصوت وسقط النظام القديم وجاء نظام جديد، فهل يعتقد النظام الجديد أن الحقوق التى اكتسبها الصحفيون والإعلاميون على مر السنين سيتم التفريط بها بين ليلة وضحاها لمجرد أن ديكتاتورًا جديدًا لا يطيق أن يسمع النقد، والحزب الحاكم الجديد لم يفرض سيطرته بعد على وسائل الإعلام؟
إذا كان التافه "عكاشة" أو المجنون "إدوارد" أصبحا مطية لمن يريد التنكيل بالصحافة والإعلام، فلن يسمح أحد بأن تتحول المهنة إلى عزبة جديدة سواء لفلول مبارك الذين بدأوا يتجمعون فى صحف خاصة، والإخوانجية والطمعنجية الذين يرون فى مسايرة الموجة والسير فى الركب أقصر الطرق إلى الوصول.
حين كان يحكم مصر حاكم ظالم اسمه "مبارك"، وحين كان يهاجمه أحد نخرج ونقول إلا رئيس الجمهورية إلا الرموز الوطنية، وبعد ثورة يناير اتضح أن الرموز الوطنية غير وطنية، وتم تقديم رئيس الجمهورية للمُحاكمة، وجاء الرئيس الجديد، وبدأت الدعاية فى صناعة الديكتاتور الجديد، وبدأ الحزب الحاكم فى التوغل فى مقاليد الحكم، وبدأنا نسمع على الإعلام والصحفيين نفس المصطلحات التى كنّا نسمعها أيام الديكتاتور السابق.. فهل هذا إيذان بعهد جديد من الديكتاتورية الإخوانية المرسية، أم إيذان بسقوط الرئيس؟! |