التاريخ : الجمعة 17 june 2011 11:25:12 مساءً
الحقيقة التى يعرفها الجميع ان مصر لن تتقدم وتخرج من ازمتها الا بالاتجاه الى الصناعة والتصدير، وان تصبح هناك صناعة وطنية منافسة قادرة على ان تفتح اسواق العالم بجودتها وسعرها.
ودعنى ابشركم ان الحكاية امامها وقت طويل جدا، لان العامل المصرى طوال الاعوام الماضية تفنن فى "القلب والفبركة"، وبالتالى المنتج المصرى غير قادر على المنافسة مع احد، ولان صاحب المصنع المصرى طماع فقد تفنن فى اضافة 500% ارباح على رأسماله ووصل سعر اى سلعة مصرية الى عشرة اضعاف ثمنها لحقيقى بسبب جشع التجار والمصنعين، وبالتالى اصبحنا نكلم بعضنا البعض ونصنع سلعنا لنسوقها فى سوقنا الكبيرة (اكثر من 80 مليون) فى ظل حماية جمركية تحت مسمى حماية الصناعة المحلية، بينما فى الاساس لإذلال المستهلك المصرى واجباره على شراء سلع مضروبة باسعار باهظة.
مثلا مصر ليست بلدا مصنعا للسيارات لدينا فقط تجميع سيارات، وتحت هذا المسمى تفرض ضرائب خرافية على استيراد السيارات من الخارج، لتبقى مصر تحت رحمة الـ 28 والسيارات القديمة، بينما الخليجيون الأكثر منا ثراء يتمتعون بأفخر انواع السيارات وبأسعار تافهه مقارنة بمصر.
فى الخليج يمكنك ان تركب مرسيدس اخر موديل بـ 300 الف ريال، علما بان دخل الفقير هناك يتجاوز الخمسة الاف ريال، أما هنا فى مصر فالتخين يركب سيارة صينى او شيفرولية كروز ويطلع عين أهله فى سداد أقساطها بينما تجد نفس السيارة فى أى بلد خليجى باقل من نصف ثمنها فى مصر مع فارق الدخل الكبير للخليجى عن المصرى، وكل هذا لحماية من؟ .. مجموعة تعد على اصابع اليد الواحدة من رجال الاعمال محتكرى "سبوبة تجميع السيارات"، مع ملاحظة ان العمالة الموجوده فى هذه الصناعة لا تساوى عدد عمالة مصنع واحد من مصانع النسيج الكثيرة التى تم خصخصتها وتخريج عمالها معاش مبكر .
وياريت بعد كل هذا انتجنا سيارة مصرية للاسف لا شىء والسيارة الوحيدة التى انتجناها هى ميكروباص الترامكوا الذى يمزق بناطيل ركابه ولا ييسير الا مفتوح الكبوت، لان الصناعة المصرية العبقرية اختارت ان تقلد تصميم الميكروباص الرومانى المصنوع فى الخمسينيات، وخذ على هذا المنوال كثير، ولاننى لا اريد ان انكأ جراح كثيرة فى ملف التصنيع المصرى فاننى اريد ان استثمر فرصة الثورة، وأدعو العامل المصرى الى العمل والانتاج، ولاننى اعرف ان معظمه يفتقر للتدريب والتحديث فاننى لن اطالبه بصناعه صاروخ او طيارة بل نريد ان نركز فى السلع التافهه .
ايوة التافهه!!! تلك السلع الصينية التى انتشرت على ارصفتنا واحتلت بيوتنا، لعب اطفال وميداليات واقلام واشياء اخرى كثيرة تفسد اغلبها قبل ان تصل بها الى المنزل، هذه السلع التافهه تستنفذ مليارات من الدولارات ندفعها سنويا للعامل الصينى، رغم ان العامل المصرى اولى بها.
وحتى لا نتعب انفسنا فى البحث من اىن نبدأ هل بالميدالية ام الكشاف او العربية ام ريموت فاننى اقتراح ان نبدأ من الان وقبل ان تسبقنا الصين فى صناعة فانوس الثورة بالوان علم مصر وبيغنى الشعب يريد اسقاط النظام أو اغنية شادية يا حبيبتى يا مصر ولا مانع من فانوس البرادعى وعمرو موسى وايمن نور .
بالمناسبة انا لا اسخر بل ادعو الى ان نستثمر قدرتنا فى صناعة سلع معيبة وننافس بها الصين ونجنب ميزانية الدولة مليارات نحولها كل عام للصين، واللى ان يفوق العامل المصرى وتفوق الدولة وتقوم بتدريبة واعادة توجيهه والى ان يفوق صاحب رأس المال ويعرف انه ليس مصاص دماء وانه تاجر وان ملعبه الرئيسى خارج مصر وفى اسواق العالم والى ان تعرف الحكومة ان خلاصنا فى التصنيع والتصدير خلونا نجرب السلع التافهه يمكن ننفع فيها .. ووحوى ياوحوى.
|