التاريخ : الأحد 09 september 2012 05:44:24 مساءً
عندما تنقسم مصر الى فريقين من الخصوم، احدهما لمنتقدي الهام شاهين والاخر للمدافعين عنها فاعلم ان هناك اشياء كثيرة خطأ وأننا على ابواب كارثة ، وعندما تكاد ان تندلع حرب اهلية بسبب عدم مشاركة ابو تريكة فى مباراة السوبر فاعلم ان الوطن يضيع بالفعل وان الاولويات لدى المصريين منعدمة وان الاستمرار فى هذا الهراء هو تضييع عمدى لمستقبل الوطن، فما الذى سيفيدني كمواطن عندما يهاجم احد المشايخ فنانة معروفة، الامر ليس جديدا بل فعلها من قبل الشيخ كشك الذى تفنن فى الهجوم على الفنانين والسياسيين بأسلوب ساخر، وما الذى سأستفيده كمواطن من الهجوم على ابو تريكة؟ لا شىء!
لكننى سأستفيد اكثر لو قررت مصر ان تطبق التجربة الهندية او البرازيلية او اليابانية فى التعليم، لان مفتاح اى نهضة فى العالم هى التعليم، لقد بدأ العام الدراسى فى مصر وكانت مشكلة المشاكل ليست الفصول ولا المناهج بل تصريحات عن ان حكاية جماعة الاخوان ومؤسسها الشيخ حسن البنا سيدمج ضمن مناهج التاريخ، وهى مقولة لا اعلم حقيقة مدى صحتها وان كانت هناك اصوات كثيرة خرجت لتنفيها، وانا هنا لا يعنيني جماعة الاخوان ولا حسن البنا يعنيني التعليم فى حد ذاته فهل هذا هو التطوير المأمول الذى نتمناه ؟
وماذا بعد ان يحفظ ابنائنا دروس التاريخ الجديد وان الاخوان اهم فصيل وطنى وان الشيخ حسن البنا قائد عظيم ؟ هل عندما يتخرج من المدرسة سوف يحصل على فرصة عمل افضل ؟ وهل مخرجات العملية التعليمية الحالية كفيلة بتخريج اشخاص منافسون فى سوق العمل العربي؟ ولن اقول العالمى ؟
بالتأكيد لا، والمحصلة حتى الان لا شىء ؟ لم نأتى بمنهج رياضيات جديدة وندرب المدرسين عليه لنرفع من مستوى الطلبة اهملنا المدرس ونسيناه تحت زعم البحث عن الحد الادنى من الاجور والحد الاعلى دون ان نهتم بتطويره وتطوير ادائه، زمان المدرس والعامل والمهندس والطبيب المصري كان الافضل عربيا وجامعاتنا كانت مطمعا للطلاب العرب، الان العمالة المصرية في اخر السلم التوظيفي بعد الهندي واللبناني والسوري والفلسطيني والتونسي بسبب التعليم، نحن ندفن رؤوسنا فى الرمال ونعيش على امجاد تاريخ اندثر أو كاد ان يندثر، كانت مصر فيه هى الرائدة، هل تعلمون ان ابناء العائلات الكبرى والثرية فى مصر وفى دول عربية كثيرة يرسلون ابنائهم للدراسة فى الامارات وقطر ؟ نعم الامارات وقطر، فهناك فروع لأرقى الجامعات العالمية مثل السوربون الفرنسية ووايل كورنيل وشمال الاطلنطى الامريكيتين وغيرها من الجامعات اضافة للمدارس العالمية التى يدرس بها مدرسين انجليز وامريكان ومناهجهم هى نفس المناهج العالمية .
مصر لن تتقدم الا بالإهتمام بالتعليم الحديث، فعلها محمد على من قبل عندما بنى الأمبراطورية المصرية، ويفعلها كل من اراد اعادة بناء أو إحياء دولته من جديد .
مصر تخلفت وغيرها تقدم فهل تعلموا ان دولة الكونغو استطاعت تصنيع اول هاتف ذكى فى افريقيا ؟ نعم الكونغو وليست مصر، شاب كونغولى ابتكر الهاتف الجديد الذى اطلق عليه اسم ( اليكا ) اى الامل باللغة المحلية وهو قريب الشبه من الاى فون وقام بتجميع الجهاز فى الصين وتم طرحه فى الاسواق بسعر 100 يورو تقريبا ، هذا ما فعلته الكونغو فماذا فعلنا نحن غير الدخول فى معارك تافهه عن الهام شاهين وابو تريكة والألتراس، هل هذه هى النهضة التى ننشدها وهل تتقدم مصر بهذه الطريقة ؟
حتى الان لا جديد على الساحة لدينا رئيس اكثر تدينا ومواقف سياسية اكثر وضوحا وفسادا اقل، لكن حتى الان لا توجد رؤية واضحة للمستقبل نحن نتعامل مع نفس الملفات بنفس الحلول مع تغيير الاشخاص، مع انه كان يمكن ان نتعامل مع نفس الاشخاص ( بشرط عدم فسادهم ) لكن برؤى وحلول جديدة، مصر تحتاج الى افكار جديدة ودماء جديدة افكار من خارج الصندوق وغالبا لن تجدها الا عند الشباب الصغير وهؤلاء هم القادرون على ادارة نهضة الدولة التى عانت لعقود طويلة من تصلب الشرايين.
|