التاريخ : الاثنين 01 october 2012 06:36:58 مساءً
قال الفيلسوف الألماني كارل ماركس: أنا آكل.. إذن أنا موجود.
وقال الفيلسوف الفرنسي ديكارت: أنا أفكر.. إذن أنا موجود.
وقال الشاعر الإنجليزي بايرون: أنا أحب.. إذن أنا موجود.
وقال الأديب التشيكي كافكا: أنا خائف.. إذن أنا موجود.
وقال "المعتوه" المصري وجدي غنيم: أنت تفكر .. إذن أنت كافر!
هرطقة جديدة من هرطقات المدعو وجدي غنيم تكفّر كل ما دون الإخوان، من الليبراليين والحداثيين والعلمانيين، شخصيات ومؤسسات وأحزاب وجمعيات، وتبعث برسالة تحض على الكراهية، وتهدد أمن وسلامة واستقرار الشارع المصري..
لست قلقاً على المصريين العقلاء، المؤمنين بضرورة إعمال نعمة الفكر كما أمرنا الخالق: بالتفكّر والتدّبر والتعقّل، وكلها دعوات صريحة للتكفير وإعمال العقل، لكن الكارثة في بعض المغيبين والبسطاء من أهل بلدي، الذين يأخذون عن هذا "المعتوه" تكفيره لكل ما يرتبط بالعقل والتفكير والتحديث والتطوير لمشروع إعادة البناء السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي للدولة المصرية.
ويبدو أننا نعيش موجة جديدة من موجات المد الثوري، ميدانها الذوق العام، والقيم العامة، والثقافة العامة، والخطاب العام، والهوية المصرية العامة، موجة تضرب كل الثوابت والقيم، بما فيها الأديان، لذا يجب علينا أن نكون يقظين لحمايةأنفسنا وقيمنا وثوابتنا وعروبتنا وإسلامنا السمح الحقيقي المستقر في نفوس كل المسلمين، ونحمي التعددية التي اتسمت بها الشخصية المصرية على إمتداد عمقها التاريخي والحضاري، ونحمي قيم الشراكة والتسامح والحب والإستقرار والمواطنة الكاملة-غير المنقوصة- لشركائنا الأقباط في الحزن والفرح والوطن.
استمرار خطاب الكراهية التكفيري الذي تتباه جماعة الإخوان المسلمين كرّه الناس في "دين أبوهم"، وبعدما شاهدنا مواطن مصري يمزق صفحات القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك نكايه في استئثارهم بالدين وتكفيرهم للناس بدون وجه دين، ها هو المواطن الدكتور محمد رحومة يحمل لافته في ميدان التحرير كتب عليها " تحولت من الإسلام إلى المسيحية، والرئيس مرسي يطالب بقتلي".!
سيادة الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي: باسم الأغلبية المصرية الساحقة/الصامتة نوجه لسيادتكم إنذراً شديد الغضب، وأنت الذي تحكم وتتحكم في مفاصل الدولة المصرية وسلطاتها التشريعية والتنفيذية: مالم تتدخل لإخراص أصوات الفتنة التي تكفّر الناس وتخرجهم من الملة والدين بسبب أفكارهم المسمومة الضيقة التي تنال من الُلحمة الدينية عند المصريين، فسنعتبر أن صمتك مباركة لخطاب التكفيرين، وسنضطر لتصديق سيناريو الفتنة الذي تحدث عنه "مؤتمر الأزهر" مؤخراً، وكشف عن أن جماعة الاخوان المسلمين تريد زرع الفتنة في مصر للإنفراد بإقامة "الدولة الدينية" في الدلتا ، وتهجير الأقباط نحو الجنوب لإقامة "الدولة القبطية" في محاكاة للنموذج السوداني، بعد تمكين حماس وإسرائيل من "بعض سيناء" في مقابل الاستمرار في خدمة مصالح المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.!
سيادة الرئيس: اليوم تنتهي مهلتك معنا، وما زلت لم تنجح في حل ولا مشكلة من المشكلات الخمسة التي وعدت الشعب بحلها وتشمل الأمن والمرور والخبز والنظافة والوقود، وهنا ربما نعذرك لأن الإرث ثقيل، لكن لن نعذرك ولن نسامحك ولن نبرر صمتك على عدم تنفيذ القانون بحسم على كل متطاول يريد النيل من الاستقرار الديني والاجتماعين ويسعى إلى إشعال الفتنة بين المسلمين أنفسهم، أو بين المسلمين والأقباط.. إقنعنا بأنك سيد قرارك.! وخيب ظن من يقولون إن "مكتب الإرشاد" هو متخذ القرار الحقيقي في حكم الدولة المصرية.
أماك فرصة تاريخية يا سيادة الرئيس لكي تثبت لنا وللجميع أن "مصر المدنية الديموقراطية الحديثة" التي لا تنفك ترددها في خطاباتك العالمية، لن تقبل بهذا الخطاب الذي يحض على الكراهية، ويكفّر الآخر، ويهدر حرمة الدم من قبل قلة منحرفة فكريا ودينيا، وإلا ما معنى حرية التدين والاعتقاد والفكر التي وعدتنا بها وأنت مرشح، وأكدتها وأنت رئيس، من دون أن تكون هناك تعددية دينية ومذهبية وفكرية بين المسلمين والأقباط، وبين العلمانين والليراليين والاخوان والسلفيين والحداثيين والاشتراكيين واليساريين المصرين.؟
ثق يا سيادة الرئيس أن الثورة التي أتت بك قادرة على أن تخلعك وتسقط شرعيتك إذا استمريت في تجاهلك لغضبة المصريين وثورة الشباب التي لا تزال مشتعلة في العقول وإطمئنك: المصريون بعد 25 يناير أخدوا تليفونات بعض .. وهي رنة وقالها الثائر في الميدان.
بوصلة الثورة واديني عقلك:
بعد حسم القضاء عدم شرعية عودة البرلمان، يجب أن تتركز كل جهودنا في رفض اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور بتشكيلها الحالي، ولابد أن يكون مطلب كل الثوار والوطنيون الأحرار هو تمكين الخبراء الدستوريين من صياغة دستور الثورة ، دستور راق يعبر عن جميع أطياف وطوائف الشعب المصري ويضمن التعددية الدينية والفكرية والمذهبية، ويعظّم الحريات العامة والخاصة، ويحفظ كرامة الفرد ويصون حقوقه الإنسانية، ويلزمه بواجب وطنى نحو إعادة بناء الدولة المصر المدنية الديموقراطية الحديثة..وإلى أن يتم ذلك ربما نواجه بعض المتاعب، فكونوا على إستعداد لرد الجميل لثورة 25 يناير التي منحتنا فرصة جديدة للعيش الحر الكريم.
|