التاريخ : الأربعاء 03 october 2012 01:25:18 مساءً
على غرار مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، ومن باب "الأدب فضلوه على العلم" أطالب الحكومة المصرية بسرعة تخصيص مساحة من الأرض لإقامة مدينة محفوظ للفكر والفنون، لتصبح منارة للفكر والفنون والآداب والحقوق وكافة العلوم الإنسانية.. مدينة محفوظ تتكون من عدة جامعات ومعاهد وأكاديميات ومعارض ومسارح وقاعات متعددة الأغراض: عند المدخل الرئيسى تستقبلك مكتبة عامة تتصدرها أعمال أديبنا العملاق نجيب محفوظ (يرحمه الله).. مدينة محفوظ للفكر والفنون لن تخلو من أماكن خاصة بالأطفال، وحدائق لإلهام الشعراء والفنانين التشكيليين؛ مدينة محفوظ ستتبنى مشروعًا عالميًّا لنهضة اللغة العربية، وهو ما يؤدى بالضرورة إلى عودة الأضواء إلى الثقافة العربية الأصيلة والمعاصرة.
لم نعرف الدكتور زويل إلا عندما فاز بنوبل، ومع ذلك تبرعنا له بمبالغ تقترب من المليار جنيه فى فترة محدودة جدًّا، فما بالنا بما يمكن جمعه باسم "محفوظ"؟! مدينة محفوظ ستنجح بإذن الله فى تجنب مشكلات وتعقيدات مدينة زويل، أقول هذا متمنيًا أن يكتمل فى بلادنا كل كيان هادف لتشجيع العلم والعلماء، سواء كان علمًا فكريًّا إنسانيًّا أو طبيًّا أو هندسيًّا أو غير ذلك من العلوم المتشابكة والمتداخلة، والتى يُعَدّ فصلها نوعًا من العدوان عليها نقبله فقط من منطلق التيسير المنهجى.. مدينة محفوظ لن تقوم على حساب جامعة أخرى تزيل لافتتها وتحل محلها، كما فعل مشروع زويل بجامعة النيل التى يستبسل أبناؤها فى الدفاع عنها وعن منشآت طالما حلموا باستكمالها، لينتقلوا إليها، وليس ليُسحلوا أو يُحملوا خارجها!!
أعلم أن الدكتور زويل برىء من كل هذه الممارسات التى بدأت منذ زَيَّنَهَا له المشير والفريق تحت زعم أن سجل جامعة النيل ملىء بالمخالفات، وهنا أطرح على العالِم الكبير سؤالاً مهمًّا: هل يُقر ضمير العالِم استباحة المسروقات؟ وبلغة أسهل وأكثر مباشرة: هل يجوز ضرب اللص وأخذ ما لديه من مسروقات؟
لا أدافع عن أى فساد فى أى عصر من العصور، ولكنى لا أفهم كيف يَقبل "عالِم" يقدس حقوق الملكية الفكرية أن يُنسب له ما لم يكن يعرف عنه شيئًا، لا فى مرحلة التصميمات ولا الإنشاءات؟
على الحكومة أن تُحفز الأجهزة الرقابية والقانونية لبحث ملفات جامعة النيل لمحاسبة من يثبت تورطه، مع الأمر بسرعة استلامها لمنشآتها لاستئناف الدراسة والبحث العلمى الجاد.. كذلك أدعو العالم الكبير الدكتور زويل للبدء فورًا فى إعداد التصميمات ووضع حجر الأساس لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا التى أدرك مدى أهميتها وقدرتها على تحقيق طموحاتنا فى التحول من دولة مستهلكة للعلوم إلى دولة منتجة للإبداعات وبراءات الاختراع فى كافة المجالات.
لا بد من بقاء جامعة النيل وإنشاء مدينتى محفوظ وزويل.
|