انتهت الاحتفالات بذكرى اكتوبر المجيدة وابدت الاحتفالات بأسوأ خطاب للرئيس مرسي !!! وكأن هذا الخطاب لا ينصت اليه العدو قبل الصديق في محطات الراديو كما كان يحدث قديما مع الزعيم عبدالناصر ليش تشبيها به وانما لحساسية الموقف تتماثل الاحداث وتتشابه ولم ينتظر أحد إنتهاء الخطاب سواء أكان حبيبا او عدوا للرئيس مرسي الا وقد علق عليه بالاشادة او المغالطة حقا اصبحت لا افهم هذا الشعب رغم انني منه الا اننى لا ادرى كيف يقوم شخص بتحليل مسألة قبل الانتهاء من شرحها . ألا وقد إنتهت فسنقوم بشرحها بإذن الله
• الفرق بين الارتجالية وفقدان النظام
عودنا الرئيس مرسي علي الارتجالية المنظمة في معظم خطابته الداخلية وعلي الدقة والترتيب في خطاباته الدولية الا ان هذا الخطاب قد تميز بالارتجالية الغير منظمة فقد كان يدخل في موضوع اقتصادي بيسط ينتظره المواطن البسيط ثم يذهب به الي احداث سياسية ثم يعود الي شرعية الانتخابات ليغلق عند الاقتصاد هذه الارتجالية افتقدت للنظام فالارتجال يعني الكلام دون قواعد البروتوكول المعهودة في نفس الموضوع هكذا تكون الارتجالية بالنظام اما الارتجالية دون نظام فهي الحديث عن اكثر من موضوع دون الالتزام بالبروتوكولات المعروفة في مواقف محددة وقد افتقد الخطاب الارتجالي الي النظام
• الرقابة الشعبية والارتجال
كان هناك امر سابق علي الخطاب وهو الذي احدث فيه ما احدث وهو فرط الرقابة الشعبية فيما يتعلق بالمائة يوم فهذه الرقابة ولدت احساس لدي المؤسسة الرئاسية أن هناك مشانق ستعلق في ميدان التحرير إن لم يتم تنفيذ خطة المائة يوم وهو ما أحدث ذلك الارتجال منذ بداية الخطاب الامر الذي يجب ان نخرج منه بأمرين أولهما انه هناك نقص في الفريق الرئاسي يجب تداركه لمنع هذا الاهتزاز مرة اخرى الثاني ان الرقابة الشعبية قد أتت ثمارها لذا فيجب ان نكون ثابتين علي هذه الرقابة
• تضارب الارقام والمؤسسة المالية
تحدث الرئيس مرسي عن ارقام قد حققها في خطة المائة يوم وقد ذهب ثاني " منتقد له " الي تحقيق الخطة ولكن بنسب متفاوته وذهب ثالث بعدم تحقيق أى نتيجة علي الاطلاق تستدعي تلك الحرب القيام وفورا بتدشين مؤسسة مالية مصرية قوية فيما يعرف ببيت المال كبيوت التصنيف العالمية وذلك ليس من اجل قياس المائة يوم فحسب وانما لقياس كل كلمة تتعلق بالاقتصاد في هذه الدولة وحتي تخضع مصر لمعايير حقيقية وليس للمناقشات الفيسبوكية
• إشارات واضحة
ورد بالخطاب العديد من الاشارات السياسية والاقتصادية أما وانها عديدة فإننا نقصرها علي ثلاثة نرى أنها هامة
الأشارة الاولي : جواز القرض
اشار الرئيس مرسي الي عدم حرمانية الربح وقد اعطي دلالات واضحة من رأيه هو علي القرض ليس بحرام ألم يكن الافضل الاستناد الي الازهر كمرجعية في حرمانية القرض من عدمه ولا اكون مغاليا عندما اقول ان الرئيس مرسي قد انتزع لنفسه – عن قصد او دونه – السلطة الدينية وهي قد توحي للبعض بفكرة المرشد والذي يأمر وينهي ويحلل ويحرم
الا انني اعتقد انه لم يقصد هذا والافضل اما الاستناد الي مرجعية الازهر او تدشين مؤسسة مالية اسلامية للقيام بهذا الدور
الاشارة الثانية رفع الدعم
اشار الرئيس الي ضرورة رفع الدعم خاصة فيما يتعلق بالمواد البترولية وبصرف النظر عن ذكره الرقم منقوصا 20 مليار جنيه فإنه وبلاش شك قد صرح وأكيد علي اقدام الحومة علي رفع الدعم عن المواد البترولية هذا من ناحية ومن ناحية أخرى قال بوجود خطة لتوصيل الدعم لمستحقيه هنا يبرز دور الرقابة الشعبية علي الجهاز الاداري للدولة في الرقابة علي مدى دقة تطبيق هذا النظام
الاشارة الثالثة الدعوة للعمل
قالها الرئيس مرسي عفويا ولم يكملها في عدة مقاطع استرسالا في الارتجالية غير المنظمة ( دعونا نعمل – يلا نشتغل – لازم نبني ) وقد صرح بها بمفهوم المخالفة ان هناك من لا يركز الا علي السلبيات او يفتعلها فلا يجب ان ننظر اليه ونقدم علي العمل
نصيحة وختام
إن جاز لي توجيه النصيحة لأحد فلاثنين اولها للرئيس مرسي استكمل عملك ولا تلتفت لأحد فالتاريخ لا يبحث لأحد عن عذر وارفع الدعم واوصله لمستحقيه فقط .
اما النصيحة الاخرى فهي للمواطن لا تنتقد ولكن انظر وحلل واتخذ القرار فلن يؤخذ أحد لدخول الاخر النار
وختاما لم يكن المائة اليوم الاولي بالسيئة ولكن الافضل قادم بإذن الله طالما حافظ هو علي وعوده وحافظنا نحن علي رقابتنا الشعبية البناءة الفعالة