التاريخ : السبت 13 october 2012 08:12:45 مساءً
مشكور جداً رئيسنا السيد الدكتور محمد مرسى،فيوماً تلو الآخر يكشف لنا أبعاداً مختلفة فى سياساته ، ويوضح لنا بما لايدع مجالاً للشك أسلوبه ومنهجه فى مواجهة المشكلات .. لكن حينما نتوقف عند الأسلوب والمنهج وننظر إليهما بتمعن سنتوقف أيضاً عن الشكر،لأننا للأسف،سنفاجأ بنفس طريقة النظام السابق وسياساته التى لم تحتوى إلا على الكذب مغلفاً فى ورق سلوفان.
لم أصدق أذناى حينما سمعت الرئيس يتعهد بإماطة الربا عن الشعب رداً على الكثير من الألسنة التى خرجت تهاجمه بسبب قرض صندوق النقد بإعتباره بفائدة تدخل فى نطاق "الربا" فقال بالحرف " "لا أقبل أبدا أن يأكل المصريون من الربا، نجوع ولا نأكل من الربا، فلا يمكن بعد ثورة 25 يناير أن يملي علينا أحد إرادته ، وتساءل، هل قرض صندوق النقد ربا ؟ هل جر نفع بفائدة 1.1 % وبشروط ميسرة فى السداد تستمر سنوات ؟ ".
ومدعاة عدم تصديقى لهذا التعهد ، أن الرئيس نسى أنه يُطعم الشعب من الربا منذ أن تولى حكم البلاد ، أو تناسى ، ربما لا يعرف!! ، وقد يخرج علينا بنفس طريقة محمد سعد فى فيلم "عوكل" مؤكداً "أنا عديت البحر وأنا نايم .. والمصحف عديت البحر وأنا نايم" وكأنه كان فى غفلة من أمره، فكيف لا يعلم سيادة الرئيس أن حكومته اقترضت نحو 165 مليار جنيه من البنوك المحلية فى ثلاثة أشهر وبفائدة تتراوح بين 13.5% إلى 15% !! ، وكيف لا يعلم أن هذا فى منهجه هو عين الربا .
واستند الرئيس فى كلمته إلى حديث ضعيف لإثبات أن قرض الصندوق لم يجر نفعاً ومن ثم فهو لا يحمل الربا والحديث هو " "كل قرض جر منفعة فهو ربا" لكن كيف سيثبت لنا أن ماتحصل عليه حكومته من البنوك بموجب أدوات الدين الحكومية ليس ربا ، وسعر الفائدة الذى تتحمله على هذه القروض يصل إلى 15% .
الاقتصاديون يعلمون تمام العلم أن البنوك الاسلامية التى تعمل فى كل دول العالم ترفض إقراض الحكومات بموجب أدوات الدين التقليدية ممثلة فى أذون الخزانة (أدوات اقتراض قصيرة أجل) والسندات( أدوات اقتراض طويلة أجل)، وتطالب دائماً بوجود صكوك اسلامية حتى تستطيع ضخ التمويلات،كونها تؤمن بأن الأدوات التقليدية ربوية ،ومع ذلك فإن حكومتنا تقترض بموجب الأدوات التقليدية المليارات التى تدفعها رواتب للموظفين،ثم يخرج الرئيس علينا بقوله :"لا أقبل ان يأكل الناس من الربا" !! .
سيادة الرئيس،لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تدغدغ مشاعر الناس بتعهدات نقضتها مسبقاً .. وكم يحزننى أن أسمعك تكذب على شعب بأكمله ،وفى وجهك مسحة من ايمان وصدق.
|