التاريخ : الاثنين 15 october 2012 04:27:31 مساءً
ما الذى حدث يوم الجمعة الماضية فى ميدان التحرير؟.. ببساطة شديدة أراد الحزب الحاكم الذى يحمل اسم "الحرية" و"العدالة" وجماعة الإخوان المسلمين فرض سطوتهم بأسلوب غير ديمقراطي لقمع أصوات المعارضة بإستخدام العنف والحشد المضاد، لمنع أية محاولات للضغط على مؤسسة الرئاسة التى يقف على قمتها الرئيس السابق لحزب الحرية والعدالة وعضو جماعة الإخوان المسلمين، عبر التظاهر فى نفس موعد ومكان التظاهرة التى كانت قد أعلنت عنها قوى سياسية متعددة لتذكير الرئيس بوعوده التى لم ينفذها، ومراجعة إنجازاته التى ألزم نفسه بها فى أوكازيون الوعود الإنتخابية وذروة موسم "عصر الليمون" فيما يعرف بالـ 100 يوم.
وكما كانت وزارة الداخلية تفعل خلال المرحلة الإنتقالية التى أدارها المجلس الاعلى للقوات المسلحة، ترك الأمن ميليشيات الإخوان تشتبك فى مشهد مؤسف مع المعارضة فى الميدان، وهى ترفع صوتها لتقول "الحرية والعدالة.. قولوا لمرسي وراك رجالة".. فحطم "الرجالة" منصة التيار الشعبي وعظام العشرات من المتواجدين، وقبل وصول المسيرات الكبرى للحركات والاحزاب المعارضة التى كانت فى طريقها للميدان، وكانت حجة الأمن وقتها أنها لن تدخل طرفا فى صراع السلطة، وحتى تلئم جروحها، وتلملم كرامتها التى بعثرتها أحداث جمعة الغضب 28 يناير 2011.
لم أستغرب هذا الموقف من جماعة الإخوان، فتلك أدواتهم للممارسة الديمقراطية، التى فاقت ممارسات الحزب الوطنى ونظام مبارك، وبدأت بشكل مبكر جدا فى ممارسة القمع ضد المعارضة عبر إستخدام آلية "الرجالة".. فالإخوان فعلوا ما هو أسوا بكثير منذ 25 يناير 2011، وربما تكشف الأيام والسنوات القادم ما هو أسوأ.. كما لم استغرب تبريرات رموز الجماعة ومراوغاتهم المستمرة بحيث لا تستطيع ان تمسك لهم موقفا مما حدث، ولا رد فعل واحد لما سيكون، بل استغربت عدم إدراك الجميع أن ما حدث فى ميدان التحرير هو مجرد بروفة لما سيحدث فى الإنتخابات التشريعية القادمة امام اللجان وفى حضرة الصناديق.
ما فعله الإخوان "بروفة جنرال" لما سيحدث فى كل مصر.. سيمنع "الرجالة" المعارضة من التحرك بحرية، وسيعتدون على المؤتمرات الحزبية، وسيحطمون المنصات وهم يكبرون ويهللون "الله أكبر.. الله أكبر" ، وقد يقفون أمام اللجان الانتخابية لمنع الناخبين من التصويت، ويقيمون الكمائن على طريقة "ميليشيات العادلى" للسماح فقط لمن يحمل كارنيه الحرية والعدالة للمرور فى غزوة الصناديق الجديدة، بعد أن أصاب سلعتهم الأساسية بالتكفير والتخوين بعض البوار، وباتت سلاح غير ناجز وآلية غير فعالة.
وقتها أخشى ما أخشاه ان تقف وزارة الداخلية أيضا موقف المحايد العاجز فى صراع السياسيين، ليحرم الشعب من جديد أن يعامل بكرامة وان يكون له حق التصويت والانتخاب فى مناخ آمن ومناسب وديمقراطي بعيدا عن أسلوب "رجالة مرسي".
لذلك من الآن يجب أن يلتفت الجميع الى ما نحن مقدمون عليه قبل ان تعود الإنتخابات مدخلا لبحور الدم، وقبل أن تكتمل إنجازات العصر الجديد بان يقتل المصري أخاه من أجل السياسيين، فإن كانت الداخلية غير مستعدة ولم تستعيد قدراتها وكرامتها، عليهم أن يخبرونا من الآن.. حتى نطلب بعودة الشرطة العسكرية وقوات الجيش للجان، خاصة أن الإنتخابات القادمة قد لا تحظى بالإشراف الكامل من القضاء بنص الدستور الجديد.
اللهم بلغت .. اللهم فأشهد
|