من الأمور المسلية والمحفزة للتفكير معًا أن تحاول تقمص شخصية بعيدة تمامًا عن شخصيتك! تبدأ هذه العملية بتأمل الشخص أو الأشخاص المختارين بعناية فائقة ودقة متناهية؛ ترصد أحوالهم والملابسات المحيطة بهم، ثم تحاول تخيل أهدافهم وسبل تحقيقها لتدرك خططهم وما يُحتمل أن يصدر عنهم من أفعال.
فعلت هذا مع مجموعة من المستفيدين بشكل مباشر من نظام مبارك، وركزت على الشباب منهم، حيث إنهم الأكثر تمسكًا باجتياز الأزمة واستعادة النفوذ؛ أيُعقَل أن يتصور الشاب أحمد عز أنه سيقضى بقية عمره فى السجن، أو أنه لن يخرج منه إلا عجوزًا مفلسًا؟! هناك المئات مثله داخل السجون وخارجها.. يملكون نقودًا لا حصر لها، ولهم قواعد تقاس بمئات الآلاف من المخلوقات المتسلقة التى تحلم بيوم واحد من تلك الأيام الخوالى.
أعداؤنا الذين يخططون لإعادة الشريط إلى ما قبل الثورة.. لديهم مهارات فكرية عالية.. يجيدون المكر ورسم الخطط الخسيسة.. يسكبون النقود على الطريق كالوقود الذى يسيل من جانب أتوبيسات النقل العام؛ ينحنى ضعاف النفوس لالتقاطها، ولأغلبهم العذر وقد طعنهم الفقر! على النقود مكتوب بالبنط العريض "اقرأ التعليمات بعناية"، ويا لها من تعليمات!! ظاهرها حق وعدل ونضال، وباطنها تخريب ودمار:
"لا تفرط فى حقك، ولا تتهاون فى المطالبة به؛ لم يعد هناك من يرحم أو يستمع إلى شكواك بالحسنى.. أَشعِل الدنيا حتى يُضطروا للرضوخ لطلباتك.. اجمع أكبر عدد يمكنك جمعه، وستجد من ينضم إليك من رجالنا المدربين.."
المصيبة أنهم يجيدون اختراق أصحاب حقوق فعلية، فتبدو انفعالاتهم طبيعية.. يقطعون الطرق، ويعترضون القطارات.. يخطفون السائحين والأطفال الأبرياء.. يسرقون السيارات بالإكراه، ويشعلون الفتن بين القرى والعائلات، وياحبّذا لو كان منهم مسلم ومسيحى! شعارهم دائمًا: "ماتسيبش حقك"، وهل هناك ما هو أعز وأغلى من الحق؟
حسبة بسيطة أجريتُها فى عقلى الحاسد.. قلت: لو كان معهم مجتمعين مبلغ لا يزيد عن عشرة مليار جنيه.. فوائده البنكية السنوية ثمانمائة مليون على أقل تقدير! أليس من المنطقى والطبيعى أن ينفقوا 2 مليون جنيه يوميًّا لإشعال الحرائق والفتن وقلوب المظلومين حقًّا؟! هذا مع عدم المساس بالمبلغ الأصلى طبعًا!! ويلتقط المغرضون الخيط ليطلقوا قنابل اليأس والتشتت فى نفوس أناس طيبين يتعاملون مع ظاهر الأمور مما يظهر على الشاشات وصفحات الجرائد أكبر كثيرًا من حقيقته.
تأكد الكثيرون من صحة هذه الاستنتاجات وهم يتابعون العديد من الحوادث التى وقعت مؤخرًا!!
"اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه".
إنهم ينفقون أموالهم لتفجير مصر، ويشاء الله أن تُعين أموالُهم على تأخير انفجار الغلابة.. حتى تتحقق العدالة وتنتصر الثورة!