التاريخ : الأربعاء 20 march 2013 06:12:34 مساءً
لم يكن في استطاعتي ان اعبر متغير حاسم بحجم خروج كل من الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي السابق وطارق عامر الرئيس السابف لمجلس ادارة البنك الاهلي من السوق المصرفية وكلاهما ارتبطت معه بعلاقات وثيقة جعلتني علي مسافة قريبة الي حد ما من صنع القرار في اثنين من المؤسسات المصرفية ذات الثقل الكبير وهو ما اتاح لي ان اقدر ما بمثله خروج كل منهما من منصبه وتأثيره علي السوق بالرغم من ثقتي في قدرات هشام رامز الذي تسلم المهمة من العقدة وثقتي كذلك فيمن سيشغل منصب الرئيس الجديد للبنك الاهلي اذا ما جاء الاختيار من داخله.
هذا لا ينفي ذات.. ولكن حدوث التغيير في هذه الفترة الدقيقة وكونه طال الشخصين معا ربما هو مبعث ذلك القلق الذي لا زال يساورني.. التوقيت وحجم التغيير احياناً يزيد من المخاوف الداخلية خاصة في الحالات التي تكون فيها قريبا من صنع الحدث.
ولو ان جانب مما اشعر به عاطفي تجاه قيادتين ارتبطت بهما في عملي فان الموضوعي تجاه كل منهما –كما احسبه- هو ما يمكن ان اذكره عن ابرز ما ميز صنع القرار المصرفي لدي كل منهما.
فيما يتعلق ب (العقدة) كان العامل المميز لقراراته في تقديري هو التوقيت الجيد لتدخله في تنظيم السوق وهو ما يمكن ان يحسب في جانب الدراية والخبرة بمواصفات فاعلية القرار المطلوب اتخاذه بعد الاجراءات التي اتخذها لعرض الدولار الامريكي بالبنوك وتكرر في عامي 2005 و2006 عندما تغيرت خارطة السوق المصرفية بعد التزام البنوك بزيادة رؤوس اموالها ثم تكرر مجدداً في 2008 عقب الازمة المالية وتعرض السوق لمسحوبات كبيرة من النقد الاجنبي وفي كل مرة كان (العقدة) يثبت بتدخله ان توقيته في التدخل كان مثالياً.
التوقيت الجيد ليس ملاحظة عاطفية غير قابلة للضبط الكمي لهذا لا يمكن الادعاء بانها في غير محلها او انها ربما كانت تأتي مصادفة لان صناعة السياسة النقدية لاتعزف المصادفات ولاتقيسها العواطف.
اما (عامر) فابرز ما تميز به كان الجرأة والاخلاف فيما اعتقد انه صحيحاً من اجراءات وقرارات فلولا وجود عام علي رأس ادارة البنك الاهلي خلال الفترة التي انكمش فيها الاقتصاد علي مدار عامي 2011 و2012 لما كان مشروعات عديدة في مختلف المحافظات والمدن المصرية قد واصلت عملها حتي الان في دمياط وسوهاج والبحر الاحمر والسادات والفيوم وغيرها من المواقع التي زار فيها جمعيات المستثمرين وقدم لهم المساندة الحقيقية من جدولة ديون الي خفض اسعار الفائدة ومنح تسهيلات جديدة ولم يقبل (عامر) الانتظار كغيره من قيادات البنوك حتي يعود الاستقرار الي الاسوق ليبدأ كما رأي غيره في منح الائتمان.
فعل (عامر) ذلك لانه ادرك ان احداً علي ان يفعل ذلك مبكراً حتي لا تحدث الكارثة ولانه يتمتع بالجرأة الكافية والاخلام لما آمن به لم يتردد.. ويمكن مرة اخري التحقق عن طريق الضبط الكمي مما فعله عامر.
انني لا احب هذاين الرجلين فحسب بل احترمهما.. واحييهما في هذا المقام عرفان وتقديراً لما قاما به خلال فترة عملهما.
|