التاريخ : الأحد 14 april 2013 07:20:22 مساءً
إتسم أداء الجهاز المصرفى فى مصر على مدار السنوات العشر الماضية تحت إدارة محافظ البنك المركزى السابق الدكتور فاروق العقدة بمزيد من الإنضباط سواء فيما يتعلق بالسياسات المطبقة أو فيما يتعلق بدرجة الإلتزام بتنفيذ ما يصدر من تعليمات للبنك المركزى بصفته المنظم والرقيب للنشاط المصرفى داخل مصر.
وقد إرتبط شكل الإنضباط والإلتزام فى بعض الفترات بتطبيق مفهوم السمع والطاعة داخل القطاع المصرفى فى ظل ما يتمتع به محافظ البنك المركزى من قدرة سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر على تعيين قيادات البنوك وأيضاً إمكانية تغيرهم وإمتد الأمر الى إمكانية عزلهم من وظائفهم فى بعض الفترات التى قد يرتبط بها وقوع مخالفات جسيمة، ولم تفسر القيادات المصرفية فى تلك الفترات درجة الإنضباط والإلتزام بما يشير الية محافظ البنك المركزى من خلال مفهوم السمع والطاعة على سبيل الديكتاتورية ولكن من منطق ما تعتبره القيادات المصرفية من أن الدكتور فاروق العقدة كان يمثل الأب الروحى لهذا القطاع.
وعلى ما يبدو فقد انتقلت كافة الصلاحيات والمهام والمسئوليات من المحافظ السابق الدكتور فاروق العقدة الى المحافظ الحالى هشام رامز بما فيها صلاحية الأب الروحى التى تمهد الطريق لتطبيق مفهوم السمع والطاعة داخل القطاع المصرفى، خاصة فى ظل السمات الشخصية للمحافظ الحالى هشام رامز والذى يتسم بجانب الذكاء الحاد والقدرة الفائقة على رؤية المستقبل هو ما يرتبط بعنصر الزمن والقدرة على الإنجاز فى أسرع الأوقات بالاضافة الى الرغبة فى دقة التنفيذ والتى تجعله أقرب ما يكون الى الرضوخ لتطبيق مفهوم السمع والطاعة لاسيما وأن إختياره فى ذلك الموقع جاء من جانب جماعة الإخوان المسلمين التى اعتنقت ذلك المفهوم وجعلته يمثل أسلوب حياة.
وما يؤكد تفعيل تطبيق مفهوم السمع والطاعة هو ما حدث منذ أيام من إختيارات للتشكيل الجديد لمجلس إدارة إتحاد بنوك مصر والذى تم من خلاله إختيار هشام عز العرب رئيس البنك التجارى الدولى رئيساً للإتحاد بالتزكية، والتى تعد المرة الأولى فى تاريخ اتحاد بنوك مصر منذ انشائه منذ ما يقرب من 34عاماً التى يتم فيها اختيار رئيس للإتحاد من البنوك الخاصة ويتم كسر قاعدة تولى أحد رؤساء البنوك الحكومية لذلك الموقع.
وعلى الرغم من التسريبات التى خرجت من هنا وهناك عقب اختيار هشام عز العرب لرئاسة الاتحاد والتى تنفى تدخل البنك المركزى أو محافظه فى ذلك الاختيار، إلا أن واقع الحال وما يعرف عن كيفية إداره القطاع المصرفى فى مصر على مدار الفترات الماضية يؤكد بما لا يدع مجال للشك عدم دقة تلك التسريبات، خاصة فى ظل إحتضان رئيس البنك التجارى الدولى هشام عز العرب لمحافظ البنك المركزى هشام رامز عقب خروجه من منصب نائب المحافظ فى ظل فترة تعد من أصعب الفترات التى واجهها رامز والتى إتسمت بصراعات وضغوط من داخل المركزى ومن خارجه ولم يحظى خلالها بالمساندة الواجبة من جانب الدكتور فاروق العقدة.
ومع التأكيد التام على أنه يعد تحول جيد أن يترك رئاسة ذلك الاتحاد للبنوك الخاصة، وأن يتولى تلك المسئولية رئيس أكبر البنوك الخاصة التى نجحت وبإقتدار خلال السنوات الماضية من تحقيق انجازات جعلته يتصدر الريادة داخل السوق المصرى تحت إدارة هشام عز العرب وهو ما يشير الى شخص يمتلك مؤهلات النجاح ويبشر بدور فعال للإتحاد تحت ادارته خلال الفترات القادمة.
ومع وافر الأمنيات بنجاح الرئيس الجديد لإتحاد بنوك مصر فى تحقيق ما لم ينجح الأخرون فى تحقيقه على مدار عقود طويلة وهو مؤهل بالفعل لذلك، لكن يبقى التساؤل هل ذلك الاختيار تم من منطلق معايير الكفاءة والقدرة على الإنجاز أم أنه تم وبالاضافة الى كل ذلك على سبيل رد الجميل.
إنها أحد القضايا المهمة التى تواجه محافظ البنك المركزى هشام رامز وتحتاج الى اعادة التفكير.
|