التاريخ : الثلاثاء 08 october 2013 01:42:25 صباحاً
استيقظت مبكراً على صوت سيد درويش وهو ينشد أغنيته المجيدة "قوم يا مصري .. مصر دايماً بتناديك" فأسرعت منتفضًا مهرولا إلى المطبخ أحضر قهوتي لأكمل الوصلة منتشيًا بالصوت الأسطوري مستنشقاً رائحة بني المحوج لأبدأ يوماً جديداً يفوح منه عطر التفاؤل ونسمات الأمل ..
يوم به دافع قوي لاستكمال المشوار، فطريقنا لأيامنا الجميلة قد تراه بعيداً وأراه قريباً جداً .. لا أخفيك سراً أنه صعب وملئ بالصعاب، لكن لا ينقصنا إلا الصبر والثبات والعمل والإيمان المطلق بالنصر فقط لنصل لمحطة المجد المنشود..
فما يقرب من الثلاث أعوام مضت على تفجير ثورة الكرامة والسمو رأينا فيها ما لا عين رأت وما لا يخطر على قلب بشر .. أهوال وأشجان وأحزان وننتصر في آخر المطاف على كل من حاول الوقوف أمام الجحافل الغاضبة من الجماهير المتعطشة لتحيا حياة الآدميين ليس أكثر فما أبسط حلمهم؟! ..
أصيب من أصيب واعتقل من اعتقل واستشهد أغلى من فينا وأوفانا وأكثرنا وطنية وتمسكاً بحلمه وترك لنا تركة ثقيلة مضنية تثقل كاهل الجبال ترك لنا قضية وطن مصحوبة بوصاياه التي ما دمنا لا نحيد عنها فهي خير دليل في صحراء سبيلنا المحتوم .. فقد أوصانا الشهيد عدة وصايا أولهن "اليأس خيانة" فلا تنظر لمن يريد إحباطك فهو عليك ليس منك في شيء .. وثانيهن ألا تنظر لمن يحاول أن يوقع بينك وبين رفاق دربك ولا تعطيه مساحة من تفكيرك فرفاق الدرب منهم من حملك على عنقه تحت النار ولم يتوانَ في الدفاع عنك، بل أنه لم يكن له همٌ إلا نجاتك والحفاظ عليك فلا تفكوا تشابك أيديكم أبداً ما حييتم .. وثالثهن ألا تلتفت يا رفيق الشهيد لمن تحدث خلفك فلولا وجودك أمامه ما تحدث من ظهرك، فرفيقك تجده بجوارك أما هذا فهو إنسان بلا مبادئ يسعى لمجده الشخصي ولا يعرف عن ثورتنا وحلم رفيقنا الشهيد شيء ..وأخيراً أوصانا الرفيق الأعظم الذي فارق دنيانا متزيناً بدمائه متعطراً بمسك الوطن ألا ننظر للماضي إلا لنتعلم من أخطائنا وعلينا بتصميم مستقبلنا وأن نسعى لتحقيق حلمه.
يا رفيقي كلنا يقين أن الإخوان لم يكنوا سوى عقبة في طريق الثورة وأهدافها وبإزاحتهم قطعنا شوطاً قوياً في طريقنا، لكن دعنا لا ننسى أن إزاحة الإخوان لم تكن هي الهدف الأعظم .. فالهدف الأعظم هو تحقيق حلم الشهيد ..
قسما لنحقق حلمك يا عاشق الخمرية ذات الثوب البالي، بلاد الحب والذل والخير والفساد والأمجاد .. فما دامت قلوبنا تنبض فهناك الأمل ومادام هناك أمل مصحوب بعمل وتفاؤل فستولد مئات الفرص الحتمية للتغير، سيظل حلمنا نصب أعيننا هو العيش والحرية والعدالة الإجتماعية... مكملين يا شهيد ..
|