التاريخ : السبت 23 july 2011 02:12:01 مساءً
ايهاب البدوى
نحن فقط نجيد النقد ولا نجيد الثناء نجيد الهدم ولا نعرف البناء، هذا ما اثبتته التشكيلة الاخيرة لمجلس الوزراء، خاصة بعد ان اعلن عدد كبير من الثوريين والمعتصميين انهم رفضوا الانضمام الى وزارة شرف الجديدة، هؤلاء فضلوا مصالحهم الخاصة على مصلحة مصر واصروا على ان يتركوا الرجل وحيدا فى اتون الازمة وكل ما عليهم ان ينتقدوه فقط، مع ان عصام شرف يتحمل مسئولية قد تنوء بها بعض الجبال .
لقد رفض الاخوة المعترضون والمعتصمون مساعدة الرجل، فقط كل فريق اعطى مجموعة من الاسماء ومات عليها حتى يصبحوا وزراء ومن لم يصبح وزيرا بسبب علاقته بشركة اسرائيلية مثل الدكتور حازم عبد العظيم، قام انصاره ومرشحيه بتقطيع جريدة اليو السابع التى نشرت الخبر ونسى الاخوة المعتصمون اى خلاف مع اسرائيل وتذكروا فقط انصر اخاك ظالم.
وكالعادة يستمتع الاخوة المعتصمون بتقطيع فروة الحكومة وفروة شرف فى اثناء نضالهم الابدى الذى يبدو انه لن ينتهى الا بنهاية مصر، الانكت ان هناك خلافات بين المعتصمين على اسماء وزراء بعينهم هذا يدعم وهذا يشجب بل واختلاف على القرارات والتصريحات هذا يدعم وهذا يشجب ولم نعد نعرف من يريد ماذا؟
والرجل (شرف) فى العراء بين مطالب متعددة ومتضاربة احيانا وبين امكانيات محدودة وما بين مستقبل قد يصبح كارثى اذا لم نساعد فى البناء واصبح الميدان شوكة فى جنب شرف بدلا من ان يصبح يد مساعدة ومدعمة لقراراته وتوجهاته .
لقد عاد السادة الهاربون من الوزارة الى كراسيهم ومقاهيهم وانصارهم ليمارسوا التنظير السياسي على رجل لا نستطيع التشكيك فى وطنيته ولو قدم استقالته لاصبح بطل قومى كما قال .
الهاربون يشاهدون الفوضى التى تحكم مصر الان باطمئنان وثبات ولا ادرى من اين لهم هذا الاطمئنان الا اذا كانت الفوضى هى هدفهم؟
هل يعقل ان هناك من يطالب باستمرار الفوضى سته اشهر او سنه اخرى حتى يستعد هو وحزبه او جماعته للانتخابات القادمة ؟
هناك حكاية او نكته تروى عن جحا انه وولده اشتريا حمار من السوق وعادا به فى الطريق الى المنزل فشاهدهم الناس وقالوا مال جحا وولده يمشيان ولا يركبان الحمار الذى اشترياه؟ فركب جحا وولده الحمار فرأه بعض الناس فقالوا ما لهذا للظالم وولده يركبان الحمار الا يركب واحد فقط ؟ فنزل جحا وترك ابنه ورأه بعض الناس فقالوا مالهذا الفتى يترك اباه يمشى ويركب الا يستحى ؟ فانزل جحا ولده وركب مكانه فرأه بعض الناس فقالوا ما لهذا الوالد القاسي الذى يركب ويترك ابنه الصغير سائرا ؟ فما كان من جحا وابنه الا ان حملا الحمار .
هذه القصة لا اهديها للاخوة المعتصمين بل اهديها الى الدكتور عصام شرف، لانك لن تستطيع ان ترضى الجميع مهما حرصت على ذلك , وحتى لا تحمل الحمار افعل ما انت مقتنع بصحته لاننا لا نزايد على وطنيتك، ودع عنك غضب البعض طالما انك مدرك لصحة ما تفعل.
واعلم ان كم من مدرس كنا نكرهه ونكره المادة التى يدرسها لنا وكنا ننال منه العقاب لاننا لانفهم، وكان لدينا كره داخلى له، لكن بعد ان كبرنا ووعينا ترحمنا على استاذنا الراحل الذى علمنا الكثير فى وقت كنا فيه لانعلم ونجهل اهمية المعلم.
امضى فى طريق الاصلاح طالما انك مقتنع ولا تلتفت الى المتناحرين والمختلفين فى الميدان،لا يوجد مدير فنى يسمح للجمهور بوضع الخطة والتشكيل ولا التدخل فى كل كبيرة وصغيرة سنحاسبك فى النهاية على مجمل اداؤك انت ووزرائك ولن نحاسبك بالقطعة.
من فضلك اعمل فقط ما انت مقتنع به ولا تستمع الى الذين ادمنوا التظاهرات ويظنون انفسهم افضل وافهم واعلم من الجميع وهذا غير حقيقى على الاطلاق. |