التاريخ : الاثنين 25 july 2011 09:30:41 مساءً
حذرت فى نفس هذه المساحة الاسبوع الماضى من خطورة توزيع الاتهامات بالخيانة والعمالة لصالح أمريكا وإسرائيل ضد المتظاهرين بميدان التحرير، دون أى سند ولا دليل، والطعن فى الوطنية بلا برهان فى إطار لعبة يفرض الظرف الحالى أن تتم وفقا لقواعدها – حتى وإن كانت قذرة – ألا وهى السياسة.
رقعة الاتهامات زادت واتسعت .. وكرة الثلج صارت خطرا على الأمة التى افتخر العالم بثورتها .. لكن الاتهامات استمرت وبقيت الإتهامات .. مجرد "إتهامات".
قد يكون من الطبيعى – احيانا – أن يخرج أحد السياسيين لـ"يستعبط" نفسه ويستغفلنا، وهو يتحدث عن التمويل الأجنبي ويمسك بورقة يتحدث فيها عن تدريبات تلقاها الشباب فى الخارج، مستندا على أننا نميل أحيانا الى "استعباط" أنفسنا بتصديق هذا "العبط"، رغم أن قضية تمويل مؤسسات المجتمع المدنى معروفة لأصغر ضابط فى "البوليس السياسي" الذى كان اسمه "جهاز أمن الدولة" وأصبح "الامن الوطنى"، وأن عمليات التمويل الاجنبى لمؤسسات المجتمع المدنى كافة .. ومنها منظمات حقوق الإنسان، تتم بعلم سلطات الحكومة ممثلة فى وزارة التعاون الدولى وعلى رأسها الدكتور "فايزة أبو النجا"، أو المرأة الحديدية التى تنجو باستمرار من اى عمليات تغيير وزارى، منذ أن قامت فى مصر ثورة.
ولكن المشكلة الحقيقية هى بلوغ الاتهامات مرحلة الجيش بوقاره وصرامته وجديته، بخروج اللواء حسن الروينى عضو المجلس العسكري للقوات المسلحة، فى مداخلة تليفزيونية متهما حركة 6 إبريل بتلقي تمويل من الخارج وتدريب فى "صربيا"، وأن شعار الحركة "6 إبريل" "قبضة اليد" علامة صربية، دون أن يذكر ماهية تلك التدريبات ولماذا "صربيا" بالتحديد.
لم تقف إتهامات اللواء الروينى عند هذا الحد، ولأنه أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة – بمثابة رئيس جمهورية –ولديه القدرة على مخاطبة كل الجهات الرقابية والأمنية والمخابراتية، يملك القدرة على التحصن بمستندات حقيقية، خاصة حين يربط بين إتهاماته المباشرة لحركة "6 إبريل" بالإسم، وبين ما قاله حول أن 600 جمعية أهلية طلبت تمويلا من السفارة الأمريكية فى مصر، ولكنه تحصن بما قال أنها معلومات عن حركة "6 إبريل" مرصودة عند أجهزة الامن "ربما يقصد جهاز أمن الدولة المنحل" منذ 2009 بالأسماء والأماكن الذي تم تدريبهم فيها، والمبالغ التي تم إعطاؤها لهم تحت إشراف جمعيات قال أنها "تدعي الوطنية"، وربما كان يقصد "الجمعية الوطنية للتغيير" أو لا يقصدها .. الله أعلم.
ولكن اللواء الروينى ربط بين حركة "6 إبريل" وبين أحداث وأزمات، دون أن يوضح لنا حقيقة وعلاقة الحركة بها، مثل هدم كنيسة "أطفيح" ومصادمات "ماسبيرو" وحريق كنيسة "إمبابة"، وهى الاحداث التى وضعها فى نفس السلة مع "إغلاق مجمع التحرير" و"إعلان عصيان مدني" والتهديد بإغلاق "محطات المترو" و"قناة السويس"، وإلقاء القبض علي أربعة أجانب يحاولون تصوير أفعال الحركة!!
وحيث إن الاتهامات بتهديد أمن مصر تجاوزت مرحلة "جماعة الماسورة الأم" وحزب "الوفد" وحزب "الوسط" و"الجماعة الإسلامية" و"السلفيين" وميدان "مصطفى محمود" وتابعه "ميدان روكسي"، وبلغت مرحلة "الجيش"، فقد بات لزاما علينا أن نطالب بالفصل فى الأمور أمام القضاء وجهات التحقيق العادلة، لأن أمن مصر – متهيألى – شئ مهم وخطير، وقبل أن تداهمنا "موقعة البطريق" فى حضور قوات الجيش .. بعد أن نكون قد واجهنا موقعة "الجمل 1" و"الجمل 2".. و"الكلب" و"الجحش" و"الخرتيت" و"الدرفيل" و"القنفذ" و"وحيد القرن".
|