التاريخ : الأحد 08 may 2011 06:58:21 مساءً
هل قامت ثورة مصر المجيدة بهدف احداث الفوضى فى البلاد؟ وهل دعت أيضا الى حرق دور العبادة وعلى وجه الخصوص الكنائس، وهل كان الهدف منها هدم دولة القانون واستبدالها بالفتاوى الدينية، لقد قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير بهدف بناء دولة ديقراطية يتساوى فىها المواطنيون فى كافة الحقوق والواجبات دون تمييز فئة عن الأخرى مثلما كان عليه الحال فترة العهد البائد.
ان المتابع للأحداث المؤسفة التى شهدتها منطقة امبابة ليلة السبت الماضى والتى راح ضحيتها عشرة مواطين إثر اعتداء بعض السلفيين على أقباط المنطقة بدعوى احتجاز الاقباط لفتاة تدعى عبير، سوف يرى أن مصر على أعتاب الدخول فى نفق مظلم تسعى الدول المعادية الى إقحامنا فيه والذى لن يتحقق إلا من خلال احداث الفتنة بين جناحى الأمة، حتى تنشغل مصر بالعمل على ايجاد حلول للسيطرة على ما ستئول إليه الفتنة الطائفية والتى يصعب كبح جماحها اذا حدثت لأنها أدت بالفعل الى حرب أهلية فى الدول التى اندلعت بها.
لذلك تملكنى الحزن والأسى عندما شاهدت عبر وسائل الاعلام كنيسة مارمينا وهى تحترق على أيدى السلفيين الذين اتاحت لهم الحكومة الحالية التدخل فى ادارة الأزمات التى تمر بها البلاد خلال الفترة الماضية، وهو ما جعلهم يعتقدون أنهم فوق القانون لما لهم من قدرة على انهاء الأزمات الطائفية التى عادة ما يكونوا هم أحد أطرافها دون ان تعبأ الحكومة بمحاسبة المخطأ، وهو ما يجعلنى أتساءل هل تخشى حكومة الدكتور شرف جماعات الاسلام السياسى بالاضافة لسعيها الى كسب ودهم حتى تضمن لنفسها الاستمرار فى الحياة السياسية بعد الانتهاء من بناء الدولة بعد انتخابات مجلسى الشعب والشورى والتى ستعقبها تشكيل لجنة لصياغة وتأسيس دستور جديد؟.
ان الحكومة الحالية تحظى بما لم تحظى به أى من الحكومات المصرية الاخرى بعد ثورة يوليو، إلا أنها أضاعت هيبة الدولة عندما تبنت سياسة تطييب الخاطر لارضاء كافة الأطراف، دون أن تقف ولو للحظات على ضرورة اعلاء دولة القانون للتصدى للمخططات الخارجية التى تساند جماعات الاسلام السياسى فى الوصول الى الحكم فى دول المنطقة وتحديدا مصر، حتى تصنف المنطقة كدول راعية للارهاب ولا تحترم حقوق الأقليات وهو ما سيجعل الغرب يوجه آلته العسكرية نحو المنطقة للحفاظ على مصالحه والحصول على مقدرات الدول العربية الغنية بالثروات تحت مظلة أنه يحافظ على المدنيين وحقوق الأقليات.
وبعدما أصبحت الآلة العسكرية لدول الغرب على مقربة من كافة حدودنا يجب على حكومة شرف الاحساس بالخطر الداهم الذى سيواجه البلاد حال حدوث فتنة طائفية فى مصر، تشير كافة المعطيات الى اقتراب حدوثها وهو ما يستدعى ضرورة العمل على اعلاء دولة القانون من خلال التصدى لأى مواطن تسول إليه نفسه التعدى على هيبة الدولة، خاصة وان أعمال الشغب التى شهدتها منطقة امبابة تدل على انه كان هناك نية مسبقة لدى السلفيين للاعتداء على كنيسة مارمينا، خاصة وانه تزامن مع زهور كامليا شحاتة عبر قناة معادية للاسلام نفت من خلالها اعتناقها للاسلام واحتجاز الكنيسة لها.
وجاء تأكيد المجلس الاعلى للقوات المسلحة على احالة كافة المتورطين فى أحدث "مارمينا" الى المحكمة العسكرية العليا لتوقيع العقوبات الرادعة على كل ما تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن، والتصدى بكل حزم وقوة لكافة محاولات المساس بدور العبادة كأحد الخطوات الهامة التى ستحد من اندلاع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد الذى تميزت حضارته بالتعايش والتسامح مع الآخر عبر التاريخ.
استقيموا يرحمكم الله..
|