التاريخ : الأحد 31 july 2011 03:44:33 مساءً
"لاجديد يذكر ولا قديم يعاد" أنه الشعار الذى أصبح يعمل من خلاله المعهد المصرفى المصرى سواء فيما ينظمه من مؤتمرات أو ما يعقده من ندوات وكذلك ما يقدمه من برامج تدريبية.
لقد أنشى المعهد المصرفى ككيان مستقل وكمؤسسة قومية غير هادفة للربح بواسطة البنك المركزى المصرى عام 1991 بهدف محدد يتلخص فى إعداد القوى البشرية العاملة بالمصارف فى مصر والخارج، وذلك بإكسابهم خبرات ومهارات العمل المصرفى والعمل على الإرتقاء بأدائهم فى مختلف الأنشطة المصرفية علمياً وعملياً وذلك ليتمتعوا بالكفاءة والخبرة التى تمكنهم من بناء اقتصاد قوى يدعمه صناعة مصرفية متطورة.
وعلى أرض الواقع يقوم المعهد المصرفى بتنظيم العديد من المؤتمرات ويعقد العديد من الندوات ويقدم الكثير من الأنشطة والتى تدور حول الأمور الهامة المتعلقة بالقطاع المصرفي من خلال أجندة دورية للأنشطة والإجتماعات العامة وبرعاية البنك المركزى المصرى بصفته المؤسس لهذا المعهد، ويتم من خلالها دعوة أبرز الشخصيات المصرفية وكافة وسائل الإعلام والصحافة، وكل ذلك تكون نتيجته فى النهاية لا شىء، ويخرج المشاركين فى تلك الأنشطة على إتفاق تام على أن ما يطرح من موضوعات وما يناقش من أفكار خلال تلك المؤتمرات والندوات ينطبق عليها شعار "كثيراً من الكلام وقليل من الفعل".
كما يسعى المعهد المصرفي لخدمة البنوك العاملة في مصر وذلك من خلال بناء علاقة شراكة مع تلك البنوك يتم بموجبها توفير برامج التدريب لموظفي القطاع المصرفى بهدف تعزيز قدراتهم التنافسية في مصر وعلى مستوى العالم عن طريق تقديم برامج تدريبية وتعليمية تشمل كافة مجالات الصناعة المصرفية.
غير أنه وعلى أرض الواقع تترجم تلك الشراكة فى شكل موازنة تخصصها البنوك للمعهد المصرفى خلال العام مقابل برامج تدريب تقليدية عادة ما ترغم البنوك موظفيها لحضورها بغرض تغطية الموازنة المخصصة للمعهد وتجنباً للدخول فى مواجهة مع البنك المركزى بصفته المؤسس والراعى للمعهد المصرفى.
إن الإدارة المصرفية الحديثة دائماً ما تعتمد على قيادات مصرفية تبدأ بتشجيع العاملين لديها على تحقيق المزيد من التعلم وتطوير الذات، وأن تصمم لهم البرامج الملائمة للنمو الوظيفي التى تؤدى الى مشاركة الجميع فى المعلومات، وذلك بدلاً من أن تتركهم نهباً للخوف من غموض المستقبل.
فكلما زادت مشاركة الجميع في المعلومات كلما زادت معرفة الجميع، فليس هناك شخص بعينة أو إدارة بذاتها يمكنها إكتناز المعلومات لذاتها وحجبها عن الآخرين.
ومن ثم فإنه على كافة العامليين داخل البنوك شحذ عقولهم وتنمية قدراتهم الذهنية ومهاراتهم السلوكية وذلك للتغلب على أوجه القصور التي قد تحول دون إدراكهم السليم للمواقف المختلفة التي تواجههم أو المشاكل المختلفة التي تعترضهم ومن ثم تؤثر على قدراتهم على اتخاذ القرارات السليمة في الأوقات المناسبة.
غير أن ذلك دائماً ما يتوقف على مدى توفر المؤسسات التعليمية والتدريبية التى تقوم على توفير نوعية من البرامج التى تدعم إتجاة النمو والتطور الوظيفى وزيادة القدرة على اتخاذ القرار، وهو الأمر الذى يجب أن يعمل على تحقيقه البنك المركزى المصرى من خلال مراجعة ما ينظمه المعهد المصرفى من مؤتمرات وما يعقده من ندوات وما يقدمه من برامج تدريبية فى ظل خيبة الأمل التى أصبحت سمة ذلك المعهد فى أدائه.
إنها أحد القضايا الهامة التي تواجه البنك المركزى المصرى المؤسس والراعى للمعهد المصرفى وتحتاج الى إعادة التفكير.
|