التاريخ : السبت 13 augu 2011 02:35:44 صباحاً
السيد الرئيس فشار الاسد ظاهرة يجب دراستها وتحليلها فقد كان يطل علينا يوميا بتصريحات عنترية ينتقص فيها من قدر وكرامة كل الحكام العرب العاجزون عن مواجهه امريكا واسرائيل (بغض النظر عن ان دولته محتلة ولم يطلق حتى طيارة ورق لمحاربة اسرائيل) المهم ان تصريحاته كانت تشير الى انه حامى حمى العروبة ووريث زعامة عبد الناصر والرجل العروبى الذى يقف فى وجه المشروع الاستعمارى الامريكى الاسرائيلى،ونفس هذا الفشار هو الذى يقتل ابناء شعبه الان بدم بارد ويتهم الشبيحة( البلطجية باللهجة المصرية )فاذا كان الرئيس فشار لا يفهم انه شعبه لم يعد يريده وانه غير قادر على حماية شعبه من الشبيحة فليترك الحكم لمن هو اقدر.
واننى استغرب حالة اللامبالاة العربية من المذابح التى تجرى لاخواننا فى سوريا على يد رئيسهم الزعيم العربى الجبار حامى حمى الديار، والتى استمرت طويلا قبل ان يكسر الملك السعودى حاجز الصمت العربى ويدين النظام السورى ويسحب سفيره من سوريا، وباقى الدول العربية مطالبة بموقف حاسم من ها المريض الذى يقتل شعبه حماية لنظام حكمه، عموما ربنا كبير وسنراه قريبا يقول من داخل القفص (انكر هذه الاتهامات جميعا).
ويبدو ان بشار وامثاله مجرد ظواهر صوتية تليفزيونية ولا شئ اخر وقارنو بينهم وبين شخص مثل اردوغان رئيس الوزراءالتركى وصدقونى سنتحسر كثيرا على انه لا يوجد لدينا رجل مثل اردوغان نعتمد عليه، ولن اسرد تاريخ اردوغان ولكن اشير فقط الى واقعة بسيطة تعكس مدى حب هذا الرجل لوطنه وايمانه به والعمل على استعادة امجاده ودوره التاريخى، فقد اعلن اردوغان انه سيزور هو ووزير خارجيته واسرتيهما (وضعوا خط تحت واسرتيهما) جمهورية الصومال التى يفتك الجفاف باهلها ويموت مواطنيها نتيجة نقص الماء والغذاء، وزيارته للصومال كما قال تأتى بهدف توجيه انظار شعوب العالم الى عظم الكارثة الانسانية التى تمر بها هذه البلد الاسلامى المنكوب.
واعتقد ان هذه مواقف زعامة فعلية وليست ظواهر صوتية من التى يتمتع بها الاخ بشار، والحقيقة التى تدهشنى كيف ان الشعوب العربية سمحت لمثل هؤلاء المهزوزين نفسيا بحكمها دون ان تعترض او ترفض؟
ولا اعلم متى سيتخلص العالم العربى من مثل هذه العاهات التى تحكمه؟ قلبى مع الشعب السورى ومع كل الشعوب العربية التى يحكمها امثال هذا المريض النفسى الذى قتل من شعبه عددا اكبر من الذين قتلهم العدو الاسرائيلى.
تتبقى حقيقة هامة ارجو ان ندركها جميعا ونحن فى هذا الشهر الكريم الذى يحوله البعض الى مهرجان مأكولات، فالصومال يموت فيها طفل كل عشرين ثانية اى ثلاثة اطفال كل دقيقة و180 طفل فى الساعة اى اكثر من اربعة الاف طفل يوميا نتيخة نقص الماء والغذاء، ورغم ان الصومال دولة اسلامية لكنها للاسف الشديد لا تجد من يمد يده لانقاذها.
ففى الوقت الذى يكنز فيه العديد من العرب والمسلمين بلايين الدولارات ويخسرون المليارات على المشروعات الفاشلة والتافهة وعلى التناحر بين بعضهم البعض يتركون دولة اسلامية يموت اطفالها جوعا، مع ان حل مشكلة هذه الدولة تتمثل فى مساعدات غذائية عاجلة وحفر ابار لمياه الشرب.
أيعجز العالم العربى والاسلامى بشعوبه وحكامه عن انقاذ الصومال؟ ترى ماذا سنقول لربنا عندما يسألنا يوم القيامة لماذا لم تنقذوا اخوانكم فى الصومال؟
اعلم ان الشعوب تجتهد وتقدم ما تستطيع من التبرعات لانقاذ هذا الشعب المنكوب لكن من فى يدهم الامر من الحكام ماذا فعلوا؟
لا شىء مع ان حاكم واحد قادر على حل اهم مشكلة فى الصومال وهى مياه الشرب لو تبرع بحفر 100 بئر مياه ولن تكلفه شيئا مجرد50 مليون دولار واعتقد ان الرصيد الشخصى لاى حاكم يسمح بذلك.
|