تراجع سعر الذهب ليستقر قرب أدنى مستوياته المسجلة في نحو خمس سنوات ونصف السنة ويتجه حاليا إلى تكبد خسائر للأسبوع السابع على التوالي في موجة هبوط تعد الأطول من نوعها منذ عام 1999.
ويأتي التراجع قبيل صدور بيانات أمريكية ربما تحسم الجدل بشأن رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة (اكبر اقتصادات العالم).
ومن شأن صدور بيانات قوية للوظائف الأمريكية تعزيز التوقعات بشأن رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة الشهر المقبل مما سيهوي بأسعار الذهب والتي ستصبح عبئا على المستثمرين إلى مستويات جديدة.
وارتفع سعر الذهب خلال تعاملات اليوم بنسبة 0.3% ليلص إلى 1092.10دولار للأوقية بعد أن جرى تداوله دون 1100 دولار للاوقية منذ نزوله بشكل متواصل في موجة هبوط هوت به إلى 1077 دولارا للأوقية في 24 يوليو الماضي.
وواصلت أسعار الذهب تذبذبها خلال تعاملات الأسبوع الماضي حيث سجل المعدن الثمين أطول موجة خسائر أسبوعية في نحو 16 عاما لتشهد ارتفاعا طفيفا في ختام الأسبوع مع تقييم المستثمرين لبيانات الوظائف الأميركية في القطاعات الزراعية التي قد تكون موشرا على أن مجلس الاحتياطي الأميركي قد يوجل رفع أسعار الفائدة قريبا.
ومن بين المعادن النفيسة الاخرى ارتفعت الفضة في التعاملات الفورية1.8% ليصل إلى 14.85دولار للاوقية مسجلة أكبر صعود لها في جلسة واحدة منذ 13 مايو الماضي في حين ارتفع البلاتين 0.9%ليسجل إلى 959 دولارا بينما جنى البلاديوم 0.5% وصولا إلى 97ر597 دولار.
وتلقت أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي دعما من تراجع الدولار الأمريكي وهبوط الأسهم في الأسواق العالمية مع انتظار المستثمرين بيانات الوظائف الأمريكية مما قد يعزز احتمالات رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة في الشهر المقبل.
ويشير ارتفاع نشاط قطاع الخدمات الأمريكي إلى أعلى مستوياته في نحو عشر سنوات إلى زخم اقتصادي قوي يعزز دوافع رفع أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام للمرة الأولى منذ 2006.
وخسر الذهب ما نسبته 6.4% خلال شهر يوليو الماضي مسجلا أكبر هبوط له منذ يونيو 2013 في حين سجل الدولار تراجعا بنسبة 1.1% مقابل سلة عملات رئيسية بعد صدور بيانات سلبية بشأن تكلفة التوظيف في الولايات المتحدة.
وأظهرت بيانات رسمية نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.3% في الربع الثاني من العام والذي يقل عن توقعات بنمو قدره 2.6% رغم تعديل بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول لتظهر نموا نسبته 0.6% بدلا من الانكماش.
ويعزز ذلك توقعات بتوجه مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى رفع أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب في سبتمبر المقبل.
ويواجه سعر الذهب في المستويات التي يهبط إليها مناطق تماسك ارتد منها السعر أكثر من مرة لكن الضغط الذي يواجهه بفعل قوة الدولار الأميركي في ضوء زيادة التكهنات بإمكانية رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس يجعله يواجه موجات بيع مرتفعة قد تزداد وتيرتها مع اقتراب اجتماع المجلس الفيدرالي الأمريكي