واصلت أسواق الأسهم الآسيوية والأمريكية تحقيق المكاسب بالأسبوع الماضي، حيث دفعت أسهم التصدير والطاقة بصعود البورصات في آسيا، في حين قادت شركات السلع والتكنولوجيا أسواق المال الأمريكية للارتفاع، أما أوروبا فلم تستطع مواكبة هذه المكاسب وهبطت وسط تنامي القلق لديها من انتشار أزمة الديون.
اتخذت اسواق المال الآسيوية منحنى صعوديا للاسبوع الثالث بقيادة مكاسب شركات التصدير والطاقة في ظل هدوء المخاوف حول أزمة الديون الاوروبية وتباطؤ نمو الاقتصاد الامريكي وبعد قيام الصين برفع اسعار الفائدة.
وقال "ستيفن هالماريك" مدير بحوث استثمارات الاسواق بشركة "كولونيال فيرست ستيت جلوبال أسيت مانجمنت": إن خطط ديون اليونان والبيانات الامريكية الجيدة ساعدت الاسواق على التعافي من الهبوط كما دفعت بزيادة شهية المستثمرين الذين يسعون وراء رؤية اشارات تدل على تعافي الاقتصاد العالمي للاقبال على المخاطر.
وقفز مؤشر "إم إس سي أي آسيا الباسيفيك" بنحو 2.1% ليصل الى 138.39 نقطة ليدفع بمؤشرات اسواق الاسهم الاقليمية لتسجل اطول سلسلة من المكاسب الاسبوعية منذ شهر ابريل الماضي.. واستمر المؤشر في الارتفاع للاسبوع الثالث بعد ان كشف الاتحاد الاوروبي عن اقتراحات لتمديد سداد استحقاقات الديون اليونان لمساعدتها في تجنب التعثر بالاضافة الى بيانات ارتفاع مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة وقيام الشركات بتعيين المزيد من الموظفين في الشهر الماضي مع تراجع طلبات اعانة البطالة.
وفي اليابان، استطاعت البورصة تحقيق ارتفاع ملحوظ بالاسبوع الماضي حيث سجل مؤشر نيكاي225 صعودا بنحو 2.7% ليصبح أفضل الاسواق المتقدمة في العالم أداء خلال شهر يونيو الماضي.
وأضاف مؤشر" كوسبي لاسواق المال بكوريا الجنوبية نحو 2.6% الى قيمته كما ازداد مؤشر S&P/ASX 200لبورصة استراليا بنحو 1.4%. وصعد مؤشر هانج سينج لاسواق الاسهم بهونج كونج بنحو 1.5%. وزاد مؤشر شنغهاي المجمع حوالي 1.4% الى رصيده في الاسبوع السابق.
وأوضح "تاكيرو انيازومي" مدير بحوث الاسهم بشركة "ميزوهو انفستورز سيكيوريتيز" أن مناخ الاستثمار يتغير مع هدوء المخاوف حول تباطؤ نمو الاقتصاد الامريكي والديون اليونانية.
وسجلت بورصات وول ستريت صعودها في الاسبوع الماضي ليرتفع مؤشر ستاندرد آند بوورز500 الى أعلى مستوياته في 21 شهرًا بعد المكاسب التي حققتها اسهم السلع والتكنولوجيا.
وقفز مؤشر ستاندرد آند بوورز500 بنسبة 0.3% ليصل الى 1343.80 نقطة في الاسبوع الماضي ليواصل موجة ارتفاعه منذ 24 يونيو الى 5.9% ويعتبر ذلك أكبر زيادة له في اسبوعين منذ أكتوبر عام 2009. وحقق مؤشر داو جونز الصناعي مكاسب بنسبة 0.6% ليصل الى 12657.20 نقطة، وفقا لـ"بلومبرج".
كانت اسهم شركات التكنولوجيا من ضمن أكبر الرابحين في 10 مجموعات صناعية بمؤشر ستاندرد آند بوورز، حيث ارتفعت بنسبة 1.6% كما اضافت شركات الطاقة نحو 0.9% الى المؤشر، حيث قفزت اسعار العقود الآجلة للنفط الخام تسليم أغسطس بنسبة 1.3%.
ولكن لم تستطع الاسهم الاوروبية مواكبة هذا الاتجاه الصعودي للاسواق الامريكية والآسيوية وحققت هبوطا ازاء القلق الذي ساد المنطقة الاوروبية حول انتشار ازمة الديون.
وهوى مؤشر "ستوكس600 بنسبة 0.4% ليصل الى 273.76 نقطة في الاسبوع الماضي. وقد انخفض المؤشر في 9 اسابيع من العشرة اسابيع الماضية ليسجل تراجعا منذ ان بلغ اعلى مستوياته في 17 فبراير من العام الحالي الى 6%.
وأوضح "فيليب جيجسلز" مدير البحوث بشركة "بي إن بي باريبا فورتيس جلوبال ماركتس" في بروكسل أن أزمة اوروبا لم تنته بعد وان التعافي الاقتصادي الامريكي مازال ضعيفا للغاية.
وفي اسواق المال الاقليمية، تراجع 14 مؤشرًا من 18 مؤشرًا لاسواق الاسهم باوروبا الغربية حيث تراجع مؤشر داكس الالماني بنسبة 0.2% كما انخفض مؤشر كاك40 الفرنسي بنسبة 2.3%، في حين لم يحدث مؤشر الفاينانشال تايمز100 لاسواق المال البريطانية تغييرا يذكر في الاسبوع الماضي.