صورة أرشيفية
دقت دراسة طبية حديثة ناقوس الخطر مؤكدة إصابة نصف الإبل فى كينيا بفيروس كورونا (MERS)، أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالالتهاب الرئوى فى الشرق الأوسط، مما يثير مخاوف بشأن الدور الذى يمكن أن تلعبه الإبل فى نقل المرض إلى البشر ليس فى كينيا وحدها بل إفريقيا بأسرها.
وقام فريق من العلماء في جامعة "ليفربول" البريطانية بالتعاون مع عدد من المؤسسات البحثية فى كل من الولايات المتحدة، كينيا، أوروبا، بمسح على 335 من الإبل العربية، وواحد محدب، فضلا عن عدد القطعان فى مقاطعة لايكيببيا فى كينيا .
وقد توصل العلماء إلى أن 47% من الإبل التي خضعت للأبحاث ظهرت العينات المأخوذة منها إيجابية، هو ما يعني احتواؤها على أجسام مضادة لفيروس كورونا (MERS )، والتي تظهر تعرض الإبل الخاضعة للدراسة للإصابة الفيروسية بالفيروس القاتل.
وقال رئيس الأمراض البيطرية المعدية فى " معهد الأمراض المعدية والصحة العامة"، "إيريك فيف"، "على الرغم من انخفاض كثافة الإبل فى مقاطعة " إيكيبيا " مقارنة بالمقاطعات الشمالية في كينيا، تشير دراستنا إلى إسهام الكثافة السكانية بصورة مباشرة بتلك المناطق فى نقل العدوى الفيروسية ، و عودة ظهور المرض مرة أخرى، فى الوقت الذى تظل فيه الإبل وسيطا حاملا للمرض على مدى طويل، حيث تماثل أعراض الإصابة بفيروس كورونا فى الإبل فى أعراض الإصابة بنزلات البرد لدى البشر.
وأضاف " فيفر": لاتزال أهمية النتائج المتوصل إليها غير واضحة حتى الآن، لأننا لا نعرف ما إذا كان الفيروس حيوانى المنشأ أم لا عالميا، فى حين مازال خطر نشر فيروس كورونا من الإبل إلى الإنسان منخفضا جدا فى الوقت الراهن، بينما لم يتم تشخيص أى إصابة بشرية فى كينيا حتى الآن ، مشيرا إلى أن الطفرة المطلوبة لجعل هذا الفيروس حيواني النشأة قابل للانتقال إلى الإنسان، كما هو الحال فى الشرق الأوسط، لم تتطور بعد مما يحول فى الوقت الراهن تفشيه بين الإنسان.
ومن ناحية أخرى، قال معد الدراسة – المنشورة فى العدد الأخير من مجلة " بلوس – وان " "PLOS ONE"، "شارون ديم "مدير" معهد الطب التحفظي" التابع لحديقة حيوان "سانت لويس"،:" الطلب على المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم والحليب، آخذ فى الإرتفاع فى جميع أنحاء العالم ، ويمكن أن تقدم للمزراعين الفقراء طريقا للخروج من الفقر وتوسيع الأسواق، لكن لاتزال تشكل لإصابة الفيروسية بفيروس "كورونا" الحيوانية المنشأ عقبة رئيسية فى تحقيق هذا الهدف".
يأتى ذلك فى الوقت الذى طالب فيه مدير "معهد الطب التحفظي" بضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كان فيروس كورونا (MERS) يشكل خطرا على البشر فى كينيا و دول جنوب الصحراء الكبرى الأخرى، وهو ما يعد أمرا بالغ الأهمية.
يذكر أن فيروس كورونا قد أكتشف لأول مرة فى المملكة العربية السعودية فى عام 2012، في الوقت الذي لا يوجد له أى لقاح أو علاج متاح حتى الآن.
وتشير الإحصاءات إلى إصابة ما يقرب من 1.595 شخصا فى أكثر من 20 بلدا بهذا الفيروس اللعين ، ليودى بحياة نحو 571 شخصا متأثرين بإصابتهم.
وعلى الرغم من أن العديد من الأطباء عزوا انتقال حالات الإصابة البشرية بفيروس كورونا من إنسان إلى إنسان، إلا أنه من المرجح أن يكون الخزان الرئيسي للفيروس هو الحيوان وهو المسئول عن انتقال العدوى الفيروسية من الإبل إلى الإنسان.