أكدت الدراسات البحثية، التي أجراها فريق من الباحثين العلميين في جامعة /كوين أسلاند/ وفريق من هيئة البيئة الأسترالية، أن ظاهرة الاحتباس الحراري تدمر مساكن القوارض فى استراليا , ويأتي في مقدمتها الفأر الأسترالي الذي كان يعيش في جزيرة /بران بل كاى/ الواقعة في مضيق / دى – توريس / الذي يفصل بين أستراليا وغينيا الجديدة.
وكان الأوروبيون قد اكتشفوا هذا الفأر عام 1845، وهو الحيوان الثدي الوحيد من القوارض الذي عاش في الحاجر الكبير للشعب المرجانية الأسترالية مع العصافير البحرية والسلاحف الخضراء.
واستمر الفريق في البحث عن أثار هذا الفأر خلال الفترة من 29 أغسطس حتى 5 سبتمبر عام 2014، مستعينين بـ 60 جهاز تصوير و900 مصيدة للثدييات، حيث توصلوا مؤخرا إلي أن هذا الفأر وجماعته قد اندثر نهائيا من على الجزيرة بسبب الفيضانات المتكررة التي غطت الجزيرة خلال العشر سنوات الماضية والتي تدمرت مساكنهم وتسببت في موتهم، هذا ما كشف عنه العالم لوك لونج من جامعة "كوين اسلاند"، فضلا عن اجتراف الأرض بسبب الأمواج وعملية الجزر وانخفاض المساحة بنسبة 97%.
وأشار المسئولون في الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة والبيئة إلى أن هذا هو النوع الأول من الثدييات الذي اندثر بسبب التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، ووفقا لحسابات هؤلاء العلماء فإن هناك 10 آلاف جزيرة سوف تغرق حتى نهاية هذا القرن بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار وأن التنوع البيولوجي في حالة تدهور سريع، بسبب نشاط الإنسان، حيث اندثرت 130 ألف فصيلة حيوانية منذ القرن الثامن عشر، وهناك حوالي مليون فصيلة مهددة بالاندثار حتى نهاية هذا القرن بسبب التغيرات المناخية.