صورة أرشيفية
قالت دراسة إحصائية ألمانية جديدة، إن عدد المقاتلين الأجانب، الذين دخلوا إلى سوريا، لمحاربة القوات النظامية للرئيس السورى بشار الأسد، على مدار الأعوام الخمسة الماضية، وهى عمر الحرب الأهلية السورية، بلغ أكثر من ٣٦٠ ألف مقاتل أجنبي، قدموا من ٩٣ دولة، معتبرة أن هذا هو أكبر تجمع لمقاتلين أجانب فى التاريخ.
وأضافت الدراسة التى أعدها مركز الدراسات الألمانى «فيريل»، أن معظم هذا العدد دخل إلى سوريا، عبر تركيا، وأنهم تسلحوا بأسلحة حصلوا عليها من الغرب، بمساعدة تركيا، ودول أخرى إقليمية.
ورصدت الدراسةُ، ظهور المقاتلين الأجانب فى سوريا، منذ بداية الانتفاضة فى ٢٠١١، وحتى نهاية العام الماضى ٢٠١٥، مشيرة إلى أنها ضمت كلاً من الرجال والنساء، وكل من شارك فى القتال بشكل مباشر، أو بالدعم العسكرى أو اللوجيستي، والأطباء والممرضين، ومن يطلق عليهن إعلاميًا تعبير «مُجاهدات النكاح».
وكشفت الدراسة، عن أن هناك مقاتلين، من جميع الدول العربية، بما فيها مصر، وأنهم كانوا يحاربون الجيش السورى النظامي، وقُتِلَ منهم حوالى ٩٥ ألفا؛ موضحة وجود حوالى ٢٢ ألف مقاتل، من جنسيات أوروبية، غادر منهم بالفعل ٨٥٠٠، وعادوا إلى بلدانهم مرة أخرى.
ووفقًا للدراسة، فإن تركيا احتلت المرتبة الأولى فى عدد المقاتلين الإجمالي، ويشمل ذلك عناصر وضباطًا من الجيش والمخابرات التركية، ومنظمة «الذئاب الرمادية»، ومن التركمان السوريين والأتراك، يقاتلون مع جبهة «النصرة»، أو شكّلوا تنظيمات مستقلة، يقاتلون فيها كمقاتلين قادة أو أساسيين، مثل (كتائب تركمان سوريا)».
وقالت الدراسة، إن «الجيش التركى خسر أكثر من ٣٥٠ جنديًا وضابطًا وطيارًا، وأن أسباب وفاتهم عزيت لأمور أخرى، فى وسائل الإعلام التركية»؛ مشيرة إلى أن «عدد القتلى الأكبر بين هؤلاء المقاتلين، يعود للجنسية السعودية»، وأن «٢٤ ألفًا و٥٠٠ مقاتل سعودى شارك فى القتال بسوريا، قُتِلَ منهم ٥٩٩٠».
بالنسبة لعدد النساء الأجنبيات فى سوريا؛ قالت الدراسة إن «تونس لا تزال الأولى فى هذا السياق، نظرًا لأن ١٨٠ امرأة ومراهقة تونسية شاركن بجهاد النكاح، وأن ٤٥ منهن قتلن»، لافتةً إلى أن العام ٢٠١٥، شهد ارتفاعًا ملحوظًا فى أعداد المقاتلين الإسلاميين القادمين من دول وسط آسيا إلى سوريا.
وقدرت الدراسة التى أعدها مركز الدراسات الألمانى «فيريل»، أنه تم «صرف حوالى ٤٥ مليار دولار، لتمويل الأعمال العسكرية ضد الجيش السوري»، مشيرة إلى دول قامت بتمويل شحنات الأسلحة للمعارضة.
وأوضحت الدراسة الألمانية، أن تنظيم «داعش» الإرهابي، «يحتل المرتبة الأولى، فى قيمة رواتب مقاتليه، بينما كان «الجيش الحر» الأقل دفعًا، ورواتبه انقطعت خلال أقل من عامين، بسبب انقطاع الدعم الخارجي.
وشملت الدراسة، الأحداث السورية، اعتبارا من ١٠ إبريل ٢٠١١ الماضي، وحتى ٣١ يناير ٢٠١٦ الجاري، حيث تناولت المعارضة السورية المسلحة بشكل عام، وعدد المقاتلين الأجانب فيها بشكل خاص.
فيما أوضح معدُ الدراسة، أن «بعض الأرقام الواردة فى الدراسة تقريبية، فيما يخصّ عدد القتلى، بسبب اختفاء الجثث»، وأن البحث استند إلى ما نشرته صفحات ومواقع ووسائل إعلام عالمية ومحلية عن عدد القتلى، إضافة إلى ٥١ مصدرا آخر، ذكرها فى نهاية الدراسة.