أظهرت التعاملات التى شهدتها بورصات الخليج اليوم الأربعاء، تعافيًا ملحوظًا فى أدائها، إذ صعدت جميعها وسجلت مستويات قياسية، بصدارة بورصة دبي، حيث حظى مؤشرها الرئيسى بأكبر نسبة ارتفاع، تلتها أبوظبى وقطر والبحرين والكويت، فيما كان التراجع حليف بورصة مسقط.
ومنذ الخامس من أغسطس الحالي، وأسواق المال الخليجية تنزف وتعمق خسائرها القياسية، بعد أن خيمت عليها حالة التفاؤل المشوب بالحذر، وبدت الانخفاضات واضحة على الأسواق متأثرة بتهاوى مؤشرات البورصات الأمريكية، لتحصد أكبر خسائر منذ عام 2008، وهبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ عام، تزامنًا مع خفض وكالة التصنيف الائتمانى للولايات المتحدة، فضلًا عن المخاوف من أزمة الديون الأوروبية من أن تؤدى إلى ركود اقتصادى عالمى جديد.
وكان لعدم نجاح السياسيين فى الولايات المتحدة وأوروبا فى طمأنة المستثمرين بالأسواق، أكبر الأثر على لجوء المستثمرين إلى "التحوط" بالملاذات الآمنة والذهب والعزوف عن الاستثمار فى الأسهم والسندات، وبدا ذلك واضحًا فى ارتفاع أسعار الذهب، والاجحاف عن التداول.
ولكن الأمور بدت مختلفة اليوم، ففى بورصة "دبي"، ارتفع مؤشرها الرئيسى بنسبة 1.15% مسجلًا 1460.96 نقطة، لينهى 3 أيامًا من الهبوط، ليعكس الارتفاع الذى حظيت به مؤشرات البورصات العالمية والآسيوية.
وقاد سهم "ديار" العقارية الارتفاع الذى حصلت عليه بورصة دبي، بعد أن قفز 6.8%، وصعد سهم "استثمارات دبي" بنحو 2.2%، بالرغم من تسجيل الشركة تراجعًا فى أرباحها الصافية خلال الربع الثانى من العام الحالى بنسبة 30%.
وكانت بورصة "أبوظبي" فى المركز الثانى من حيث الارتفاع، حيث صعد مؤشرها الرئيسى بنحو 0.96% ليستقر عند 2602.50 نقطة، تلتها بورصة "ٌقطر"-ثالث أكبر بورصة خليجية- لتحتل المركز الثالث من حيث الصعود، إثر زيادة مستوى مؤشرها بنسبة 0.70% مسجلًا 8127.54 نقطة، بعد ارتفاع سهم "صناعات قطر" بنسبة 1.5%.
تبعتها فى المركز الرابع بورصة "البحرين"-أصغر بورصة خليجية من حيث القيمة السوقية- بعد صعود مؤشرها الرئيسى بنسبة 0.55% مسجلًا 1272.29 نقطة، ثم لحقت بها بورصة "الكويت"- ثانى أكبر بورصة خليجية- لتصعد بنسبة 0.32% ويسجل مؤشرها الرئيسى مستوى 5900.80 نقطة، ناهيًا النزيف الذى دام لـ 5 أيام وقاد إلى هبوط البورصة إلى أدنى مستوياتها منذ 7 أعوام أمس.
وعلى عكس ذلك الاتجاه الصعودى الذى سلكته بورصات الخليج، واصلت بورصة مسقط تراجعها لليوم الرابع على التوالي، حيث هوى المؤشر الرئيسى للبورصة العُمانية بنحو 0.62% ليستقر عند 5471.18 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ عامين، معمقًا من خسائره، بضغط من سهم "خدمات النهضة" الذى تراجع بنسبة كبيرة، فضلًا عن حالة الترقب التى سادت أوساط المستثمرين قبيل الاعلان المزمع عن النتائج المالية للشركات فى 16 أغسطس الحالي.