يحيي آلاف الجزائريون في نهاية شهر أغسطس من كل عام "عيد الخريف"، وهو عيد يحتفلون به منذ 400 عام يشاركون فيه بنشاطات تجارية وثقافية وأخرى تتعلق بإصلاح ذات البين.
ودأب الجزائريون على الاحتفال بالعيد في الأيام الأربعة الأخيرة من شهر أغسطس في شرقي البلاد وجنوبها، أي في الفترة التي تفصل بين فصلي الصيف والخريف.
وينسب "عيد الخريف" إلى المجتمع الأمازيغي في منطقة الأوراس شرقي الجزائر، ويأمل المشاركون فيه أن يكون إيذانا بشتاء يحمل أمطار وفيرة وتبشر بمحصول زراعي جيد.
وتشمل النشاطات الاجتماعية لقاء أعيان المناطق للبحث في فض النزاعات ومناقشة قضايا المهر والزواج والدية والميراث وفق أحكام الشريعة الإسلامية والأحكام العرفية.
وفي ميدان التجارة يعرض الباعة محاصيل زراعية من قبيل القمح والشعير والتين وسواها، كما يعرض الحرفيون الأدوات التي يصنعونها طوال العام مثل الأواني النحاسية والفخار.
ويقدر مؤرخون أن هذا التقليد تعود إلى فترة القرن السادس عشر أو السابع عشر، عندما تجمع التجار لمبادلة منتوجاتهم بالمقايضة قبل أن تتحول إلى البيع والشراء.
ويرى ناشطون في المجال الاجتماعي أن بريق الطابع الاجتماعي والثقافي للعيد بدأ يفقد برقيه، مع اضمحلال النشاط الزراعي والحرف التقليدية على الرغم من الجهود المبذولة في هذا الإطار.