صورة أرشيفية
توصلت دراسة طبية إلى أن عوامل الخطر التقليدية مثل الاكتئاب، والإجهاد، أو محاولات للانتحار سابقة، غالبا ما تكون غير كافية للتكهن بفرص إقدام الإنسان على الانتحار مرة أخرى، بخلاف ما كان معتقدا.
وفى دراسة جديدة، توصل الباحثون في جامعة فلوريدا الأمريكية، من خلال فحص شامل لمئات الدراسات التي أجريت في ظروف ودوافع الانتحار على مدى الـ50 عاما الماضية، عدم قدرة الطب التكهن بفرص انتحار الشخص، على الرغم من التقييم الدقيق للدوافع والظروف المساهمة في حدوث هذا الفعل.
وشدد جوزيف فرانكلين أستاذ مساعد علم النفس في جامعة فلوريدا الأمريكية على أنه حتى في حال معرفتنا بكل الظروف الطبية والنفسية والاجتماعية المحيطة بحالة المرض، وحتى ظروف إقدامها على محاولات انتحاره السابقة، تظل فرص التكهن بإقدامه على الانتحار مرة أخرى ضربا من الخيال.
وحققت معدلات الانتحار المسجلة في الولايات المتحدة أعلى مستوى لها على مدى الـ30 عاما الماضية، في الوقت الذى يقدم فيه ما يقرب من 117 شخصا على الانتحار يوميا.
وأشار فرانكلين إلى أنه إذا ما تمت مقارنة المعدلات التاريخية للوفيات الناتجة عن الانتحار وجرائم القتل، حوادث السيارات سنجد أن الحقيقة مزعجة، ففي 1970، كان الأكثر احتمالا أن تلقى حتفك على يد قاتل أو في حادث سيارة من إقدامك على الانتحار، وفى الوقت الحاضر، بات الأكثر احتمالا هو إقدامك على الانتحار .
وألمح الفريق البحثي إلى أن الدراسات السابقة ربما شابها بعض العيب لتقييمها عامل خطر واحد مثل الاكتئاب، أو انخفاض مستويات السيروتونين في المخ، ثم متابعة المريض لنحو أكثر من 10 أعوام، فهذا النهج طويل الأمد للدراسة غالبا ما يفضى إلى نتائج معيبة، ناقصة بحاجة إلى المزيد من الدقة والمساعدة الطبية في مجال الصحة العقلية .
وفى محاولة لتغيير الآلية البحثية المتبعة، لجأ جوزيف فرانكلين إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، في إطار آلية قصيرة المدى ، لتقييم وتحليل عوامل الخطر بصورة أكثر دقة، وذلك من خلال الاستعانة بحسابات خوارزمية لتحديد عوامل الخطر للسلوك الانتحاري، قام الباحثون بجمع المئات من عوامل الخطر الخاصة بالشخص كتاريخه المرضى لتحسين دقة التكهن بالانتحار.
وأشارت المتابعة إلى نجاح النهج قصير المدى المتبع في رصد وخفض 50% من السلوكيات الانتحارية بين الأشخاص الأكثر عرضة للإقدام عليه، فضلا عن المساعدة في تطوير استراتيجيات علاجية فعالة للحيلولة دون تزايد ظاهرة الانتحار بين المرضى الأكثر إقداما عليه.