صورة أرشيفية
في غضون يومين يتحول النبات المزروع بهيأته الخضراء إلى ورق صالح للكتابة، والذي كان الأداة الوحيدة لدى المصريين القدماء للتدوين، فورق البردي “نوع قديم من الورق المصنوع من نبات البردي” وهو نبات طويل من جنس السُعد تمتد سيقانه إلى أعلى وهي ذات مقطع مثلث الشكل، وأزهاره خيمية الشكل ويرتفع نبات البردي من خمسة إلى تسعة أمتار.
قرية “قرماوص” بمحافظة الشرقية تعمل بالكامل في مهنة صناعة البردي، في محاولة للتغلب على الغلاء وتوفير لقمة العيش، رغم مراحله الكثيرة ومتاعبه، بالإضافة إلى أنهم يهدفون لحفظ تراث القدماء لأقدم النباتات المصرية التي صنع منها أقدم ورق للكتابة في العالم.
“إرم نيوز” يستعرض في التقرير الآتي مراحل تصنيع البردي من داخل القرية التي لا تزال تعمل في المهنة بارتباط تاريخي وروحي، إذ تمر الصناعة بالعديد من المراحل أولها مرحلة “التشريخ”، وهي عبارة عن تقسيم عود البردي إلى شرائح رفيعه.
المرحلة الثانية تتمثل في وضع شرائح البردي في “البوطاس” بالمياه لمدة 3 ساعات، ثم يأتي الدور على المرحلة الثالثة، وهي وضع الشرائح المبللة في مياه مخلوطة بالكلور لمدة ربع ساعة، حتى تأتي مرحلة رصد الشرائح البيضاء بجوار بعضها البعض، لدخولها مرحلة المكابس لمدة 4 ساعات، ثم مرحلة التنشيف لتصبح ورقة صالحة للكتابة بسعر جنيه واحد.
وبحسب التقرير، يصنع ورق البردي من ساق تلك النبتة التي توجد تحت الماء والتي يمكن أن يصل عرضها إلى عرض يد الإنسان. وبعد أن تزال الساق تقسم إلى شرائح طولية تمتد إلى متر تقريبا أو ثلاثة أقدام ثم توضع الشريحة فوق الأخرى بشكل عمودي. وبعد ذلك تغمر الشرائح بمياه النيل ثم تجفف تحت أشعة الشمس وتصقل بعد ذلك وتسوى أطراف الورقة الناتجة أخيرا بحيث لا يتعدى طول الصفحة 25- 30سم أو من 10 إلى 12 بوصة.
والبردي من أهم النباتات المصرية القديمة التي صنع منها أقدم ورق للكتابة في العالم، أما أقدم ورقة بردي مكتوبة فترجع إلي ما يزيد عن 3100ق.م واللفظ القديم لورقة البردي هو “بابرعا” وهو مصطلح ملكي – إذ كان تصنيع الورق احتكارا ملكيا- ثم تطور اللفظ في اللغة اليونانية ليصبح بابيروس ومنه اشتقت الكلمة الإنجليزية Paper وتدريجيا تنوعت الأسماء طبقا للاستخدامات المتعددة.