صورة أرشيفية
إذاكانت ساحة السينما المصرية، شهدت رواجًا في الإنتاج عام 2016، فإن الدراما التلفزيونية قد عانت من التراجع، حيث هبط المؤشر بشكل واضح من 90 مسلسلًا في السنوات الماضية إلى35 عملًا دراميًا فقط.
ولعل السبب الرئيس في ذلك، هو عجز الشركات عن تحصيل أموالها من القنوات الفضائية، فأغلب الفضائيات قامت بشراء المسلسلات، وتعثرت في السداد، كما تسبب ارتفاع أجور النجوم، في هذا التراجع أيضًا.
كعادة كل عام، شهر رمضان هو الموسم الدرامي الملتهب، بسبب ارتفاع نسبة المشاهدة، فهو الذي يضع النجوم في ترتيبهم الصحيح، ولا خلاف أن رمضان 2016 كان مثيرًا جدًا، بسبب المنافسة الكبيرة بين الجيل القديم، وعلى رأسه الزعيم عادل إمام والنجم الراحل محمود عبدالعزيز، والجيل الجديد، ويمثله محمد رمضان وعمرو يوسف.
حضور الكبار منحها ثراءً وبريقًا خاصًا، فقد راهن الزعيم على مسلسل “مأمون وشركاه”، للمؤلف يوسف معاطي، والمخرج رامي إمام، وشاركه البطولة خالد سرحان ولبلبة.
وعلى الرغم من إيقاع المسلسل البطيء، إلا أن شعبية عادل إمام وضعت العمل في قائمة الأكثر مشاهدة.
وكعادة الفنان الكبير يحيى الفخراني، بحث عن فكرة غير تقليدية، كي يغازل بها الجمهور، فقدم شخصية “ونوس”، في مسلسل يحمل الاسم نفسه.
القصة من تأليف عبدالرحيم كامل، وقد جسد الفخراني شخصية “الشيطان”، بموهبة يحسد عليها، وحقق هذا العمل نجاحًا كبيرًا، خاصة أثناء عرضه بعيدًا عن شهر رمضان.
وتنافس أيضًا الراحل محمود عبدالعزيز، بمسلسل “راس الغول”، وبكل أسف لم يحقق هذا العمل رد فعل يتناسب مع جماهيرية الساحر، فيما خاضت الفنانة الكبيرة يسرا، السباق، بمسلسل يحمل اسم “فوق مستوى الشبهات”، وظهرت لأول مرة طوال تاريخها الفني، في دور شريرة، وتمردت على شخصية المثالية التي ارتبطت بها.
كما شارك في دراما 2016 من الجيل القديم، صفية العمري، التي تحمست للجزء السادس من مسلسل “ليالي الحلمية”، بينما راهنت ليلى علوي أيضًا على “هي ودافنشي”، للمنتج ممدوح شاهين.
رغم تراجع معدل الإنتاج الدرامي في 2016، كان هناك تنوع واضح في الأعمال الفنية، حيث برزت أسماء بقوة وخطفت الأنظار، في المقدمة كان محمد رمضان، بمسلسل “الأسطورة”، للمخرج محمد سامي، وشارك في بطولته الفنانة الكبيرة فردوس عبدالحميد، وياسمين صبري، ونسرين أمين.
وقفز هذا العمل برمضان، إلى قائمة النجوم الأعلى أجرًا، رغم سقوط المسلسل في عيون النقاد، لكن متابعة الجمهور منحته صك النجاح.
“جراند أوتيل” أيضًا، يعد من أبرز وأفضل الأعمال الفنية في 2016، حيث شارك في بطولته عمرو يوسف ومحمد ممدوح وسوسن بدر.
أما “أفراح القبة”، فهو المسلسل الوحيد المأخوذ عن عمل أدبي، للكاتب الكبير نجيب محفوظ، وشارك في بطولته نخبة من ألمع النجوم، مثل جمال سليمان ومنى زكي ورانيا يوسف وإياد نصار.
كما حقق مسلسل “ولد فضة”، للفنان عمرو سعد، نجاحًا جماهيريًا، بينما لم ينل “سبع أرواح” للفنان خالد النبوي، الاهتمام المطلوب من قبل الجمهور، إلا أنه كان من الأعمال المهمة.
وشهد عام 2016، تراجع أسهم النجمة غادة عبدالرازق، حيث قدمت مسلسل “الخانكة”، ورغم المجهود الكبير الواضح في العمل، إلا أنه لم يترك بصمة إيجابية في عقل المتلقي.
وظلمت نيللي كريم، نفسها، وقدمت دورًا شديد الكآبة في مسلسل “سقوط حر”، لذا تخلى عنها الجمهور، واتهمها بأنها تصدر الحزن فقط، وليست قادرة على تغيير جلدها.
وهناك أعمال درامية لم تضف أو تسحب من رصيد أصحابها، مثل “الطبال”، بطولة أمير كرارة، “الميزان” للنجمة غادة عادل، “كلمة سر” بطولة لطيفة وهشام سليم وإخراج سعد هنداوي، “شهادة ميلاد” بطولة طارق لطفي وإنجي المقدم، “أبو البنات” بطولة مصطفى شعبان وعلا غانم، و”القيصر” بطولة يوسف الشريف وريهام عبدالغفور وخالد زكي.
حضور باهت لنجوم الغناء
خاض نجم الغناء محمد منير، تجربة درامية مكونة من 30 حلقة، تحت اسم “المغني”، من إخراج شريف صبري وإنتاج محمد فوزي وتأليف محمد مجدي وأحمد محيي، وبكل أسف لم يضف هذا العمل إلى رصيد الكينغ أي شيء، حتى الأغاني التي تم تقديمها عبر المسلسل، لم تكن رائعة أو مختلفة كما اعتاد منير.
الفنانة لطيفة أيضًا، خاضت تجربة التمثيل في التلفزيون للمرة الأولى، فمن المعروف أنها ظهرت كممثلة لأول مرة في فيلم “سكوت حنصور”، للمخرج يوسف شاهين، إلا أنها قررت الظهور عبر الشاشة الصغيرة، بمسلسل “كلمة سر”، وفشل العمل بصورة لافتة جدًا للنظر.
“نيللي وشريهان” أفضل عمل كوميدي
خمسة أعمال كوميدية فقط، ظهرت خلال عام 2016، أفضلها والذي حقق نسبة مشاهدة عالية، مسلسل “نيللي وشريهان”، بطولة إيمي ودنيا سمير غانم، ومحمد سلام ومصطفى خاطر، وهو من تأليف مصطفى صقر، وإخراج معتز التوني.
كما عرض أيضًا مسلسل “بنات سوبر مان”، بطولة بيومي فؤاد ويسرا اللوزي وريهام حجاح، ونال إعجاب الجمهور، فيما كان مسلسل “صد رد” الأسوأ هذا العام، وهو من بطولة نجوم “مسرح مصر” علي ربيع وأوس أوس ومحمد عبدالراحمن، وإخراج هشام فتحي.
كما تم تقديم الجزء الثالث من مسلسل “هبة رجل الغراب”، وتم الاستعانة بالفنانة ناهد السباعي، بعد اعتذار إيمي سمير غانم، لكنها لم تستطع أن تكرر نجاح الأخيرة في الأجزاء السابقة.
البطولة النسائية تفرض نفسها
خلال العام الجاري، تم إنتاج عدد كبير من الأعمال الدرامية، التي تعتمد على المرأة كبطل رئيس، فقد تم تقديم المرأة على أنها محور القضية وأساس القصة.
ومن أبرز هذة الأعمال، “أزمة نسب”، بطولة زينة ومحمود عبدالمغني ووليد فواز، والمسلسل من إخراج سعيد حامد، كما ظهرت أيضًا مي عز الدين، كبطلة مطلقة في مسلسل “وعد”، وغادة عبدالرازق في “الخانكة”، وغادة عادل في “الميزان”، ونيللي كريم في “سقوط حر”، ويسرا في”فوق مستوى الشبهات”، والشقيقتان إيمي ودنيا في “نيللي وشريهان”، وليلى علوي في “هي ودافنشي”، ومنى زكي في “أفراح القبة”، ويسرا اللوزي وشيري عادل وريهام حجاج في “بنات سوبر مان”، وناهد السباعي في”هبة رجل الغراب”.
أعمال درامية عاندها الحظ
هناك محاولات درامية، تخلى عنها الحظ، وحصدت الفشل، منها الجزء السادس من “ليالي الحلمية”، و”الكيف” المأخوذ عن الفيلم السينمائي الشهير، الذي قام ببطولته الراحل محمود عبدالعزيز والفنان الكبير يحيى الفخراني.
أجور النجوم
حافظ الزعيم على الصدارة في عام 2016، وحصل على الأجر الأعلى، حيث تقاضى 39 مليون جنيه عن مسلسل “مأمون وشركاه”، فيما تقاضت يسرا 12 مليون جنيه، وحصل الراحل محمود عبدالعزيز على 18 مليون جنيه.
فيما حصلت نيللي كريم، على 10 ملايين جنيه، ومحمد رمضان على 15 مليون جنيه، بينما تقاضت ليلى علوي 6 ملايين جنيه، وهو نفس الرقم الذي تقاضاه عمرو يوسف، أما غادة عبدالرازق، فقد حصلت على 12 مليون جنيه.
خلافات
اختلفت الفنانة ليلى علوي مع خالد الصاوي، على ترتيب الأسماء بتتر مسلسل “هي ودافنشي”، وقد تدخل المنتج ممدوح شاهين، لحل الخلاف.
كما شهد هذا العمل، خلافًا كبيرًا بين الصاوي وشاهين، بسبب تأخر صرف المستحقات المادية، ولجأ الأول إلى القضاء.
فيما شهد مسلسل “الأسطورة”، خلافًا كبيرًا بين الفنانة ياسمين صبري، والمخرج محمد سامي، حيث اتهمته بحذف مساحة كبيره من دورها، لحساب زوجته الفنانة مي عمر.
والمشكلة نفسها حدثت أيضًا، مع الفنانة نسرين أمين، التي فتحت النار على محمد سامي، واتهمته بتهميش الجميع لصالح زوجته.
أكثر الفنانين ظهورًا
يعد الفنان بيومي فؤاد، الممثل الأكثر ظهورًا في دراما 2016، حيث ظهر في 8 أعمال درامية، وهي “رأس الغول، الكيف، نيللي وشريهان، هي ودافنشي، الميزان، شهادة ميلاد، أفراح القبة، وبنات سوبر مان”.
أعمال درامية في نهاية 2016
بعيدًا عن رمضان 2106، عرضت أعمال درامية مهمة، وحققت نجاحًا كبيرًا أيضًا، منها مسلسل “شطرنج”، بطولة وفاء عامر، و”سلسال الدم” بطولة عبلة كامل ورياض الخولي، و”نسوان قادرة” و”ستات قادرة”، و”السبع بنات”، و”الكبريت الأحمر”، بطولة أحمد السعدني وعبد العزيز مخيون.
المحصلة النهائية في عام 2016، هو أن هناك أعمالًا استثنائية، يجب الوقوف أمامها، مثل “ونوس” و”أفراح القبة”، كما توجد أيضًا أدوار استثنائية، قدمها النجوم، مثل دور الفنان محمد ممدوح في “جراند أوتيل”، والنجم نبيل الحلفاوي في “ونوس”.