صورة ارشيفية
مع قرب نهاية 2016 نتعرف معا علي اداء العملة الأقوي بالعالم أمام أهم منافسيها في ظل الأحداث والتقلبات القوية التي شهدتها الأسواق خلال عام 2016 .
أولا الدولار الأمريكي وما طرأ عليه من تغيرات ، بعدما قام الفيدرالي الأمريكي في نهاية العام الماضي برفع الفائدة لأول مرة منذعام 2006 إلى 0.50% اتجهت التوقعات بأن يقوم الفيدرالي بمزيد من رفع الفائدة خلال 2016 تراجع الدولار الأمريكي خلال الربع الأول من العام ليُسجل مؤشر الدولار أدنى مستوياته منذ يناير 2015 عند 91.86 .
وبالرغم منخفض الفيدرالي لتوقعاته لعدد مرات رفع الفائدة خلال 2016 من 4 مرات إلىمرتين في ضوء تباطؤ الاقتصاد العالمي وتقلبات الأسواق، ظلت الأسواق متمسكة بالدولار الأمريكي منذ بداية الربع الثاني حتى قيام الفيدرالي برفعها للمرة الثانية في الـ 10 سنوات الأخيرة إلى 0.75% ليصل مؤشر الدولار لأعلى مستوياته على مدار 14 عامًا عند 103.61 نقطة .
ليكون مدعومًا بالعديد من الأحداثالاقتصادية والسياسية الهامة التي مرت عليه في 2016 من ضمنها الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي أسفرت عن فوز ترامب.
أما العملة الأوروبية الموحدة " اليورو" فبعدما قام المركزي الأوروبي مع بداية عام 2015 بالإعلان عن البدء في برنامج التيسير الكمي والذي بدأ فعليًا في مارس 2015 حيث وصل حجم مشترياته من السندات 60 مليار يورو شهريًا حتى سبتمبر 2016 ومن ثم مد فترة البرنامج في ديسمبر 2015 حتى مارس 2017.
ثم بعد ذلك قام المركزي الأوروبي بتعديل آخر في مارس 2016 بتوسيع برنامج شراء الأصول إلى 80 مليار يورو شهريًا خلال نفس المدة وقبل نهاية العام الحالي قام بتعديل ثاني في البرنامج حيث قام بمد فترته حتى ديسمبر 2017 على أن تقل تدريجيا بداية من أبريل 2017 إلى 60 مليار يورو شهريًا ليصل إجمالي شراء السندات حتى نهاية فترة البرنامج المحددة حوالي2.3 تريليون يورو.
وانحصرت تداولات زوج اليورو دولار ما بين المستويات 1.16 دولار 1.03دولار متراجعًا حوالي 3.9% مقارنة ببداية العام حتى اليوم في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها منطقة اليورو الواحدة تلو الأخرى.
وكان الجنيه الاسترليني هو الأسوء أداءًا خلال عام 2016 مقابل الدولار الأمريكي حيث تراجع بحوالي 17% مقارنة ببداية العام الجاري ليُسجل أدنى مستوياته تاريخيًا عند 1.1994 وذلك في أعقاب الإعلان عن نتائج الاستفتاء على عضوية بريطانيا بالاتحاد الأوروبي والتي جاءت عكس التوقعات واستطلاعات الرأي قبلها وصوت البريطانيون في صالح مغادرة الاتحاد الأوروبي.
ويهوي الاسترليني أمام الدولار بنحو 3000 نقطة خلال النصف الثاني من عام 2016 بعدما سجل أعلى مستوياته منذ أبريل 2015 عند 1.5016 ليقوم بنك انجلترا بعدها بشهرين بخفض الفائدة إلى 0.25% بعد أن كانت توقعات الأسواق تتجه إلى أن يقوم البنك بتشديد سياسته النقدية بعد الاحتياطي الفيدرالي، وبالإضافة لذلك قام بتوسيع حجم برنامج شراء الأصول إلى 435 مليار .
من المتوقع أن يشهد العام 2017 مزيد من التقلبات مع الإعلان عن تفعيل المادة 50 في مارس المقبل ومن ثم يبدأ بعدها رحلة عامين من المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي وربما نرى الاسترليني دولار عند مستويات متدنية جديدة قد تصل لمستويات التكافؤ.
وسجل الين الياباني ارتفاعًا مقابل الدولار الأمريكي خلال عام 2016 بحوالي 2.4% مقارنة ببداية العام ليُسجل زوج الدولار ين أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2013عند 98.77 وذلك في أعقاب تطبيق بنك اليابان سياسة الفائدة السلبية في بداية العام والتي لم تؤتي ثمارها خاصًة في ظل ارتفاع الين بشكل قوي .
وذلك حتى قام بنك اليابان بتطبيق إطار عمل جديد لسياسته النقدية ألا وهي التحكم في منحنى العائد وإبقائه عند المستويات الصفرية مما دفع الين للتراجع بشكل كبير أمام الدولار الأمريكي ليصل زوج الدولارين بالقرب من أعلى مستوياته منذ بداية العام الحالي عند 118.65.