صورة أرشيفية
أظهر باحثون للمرة الأولى كيف يمكن للعلاج السلوكي المعرفي أن يؤدي لتغيرات في الدماغ، لإنتاج فوائد طويلة الأمد للمرضى الذين يعانون من الذهان.
وبحسب صحيفة "ميدكال نيوز توداي" يصف الذهان مجموعة من الأعراض التي تدل على فقد الاتصال بالواقع، وتشمل الأوهام والهلوسة والأفكار المشوشة والمضطربة، وغالبًا ما تكون تلك الأعراض نتيجة مرض عقلي، مثل الفصام أو الاضطراب الثنائي القطب.
ومع ذلك، يمكن أن يظهر الذهان بسبب عوامل أخرى مثل الحرمان من النوم وتعاطي الكحول أو المخدرات.
والعلاج السلوكي المعرفي، الذي يطلق عليه أيضًا “العلاج بالحديث”، هو شكل من أشكال العلاج النفسي المستخدم لعلاج الذهان، وغيره من أمراض الصحة العقلية، وهو يركز على تغيير التفكير والسلوك الذي يمكن أن يغذي مثل هذه الحالات.
وأشارت دراسات سابقة إلى أن العلاج السلوكي المعرفي فعال، للحد من أعراض الذهان، وفي دراسة سابقة، وجد الدكتور ميسون وزملاؤه، أن العلاج المعرفي السلوكي، يمكن أن يعزز الاتصالات في بعض المناطق بدماغ المريض، الذي يعاني من الذهان.
وفي إطار الدراسة الجديدة، استخدم الدكتور في الكلية الملكية في لندن، ليام ميسون وفريقه، السجلات الطبية لتقييم صحة 15 من 22 مشاركًا، خلال الـ 8 سنوات التي تبعت العلاج المعرفي السلوكي.
كما أجاب المرضى عن استبيان، سألهم فيه عن تعافيهم من الذهان بعد 8 سنوات من تلقي العلاج المعرفي السلوكي، وصحتهم العامة.
ووجد الباحثون أنه خلال السنوات الـ 8 بعد العلاج المعرفي السلوكي، أمضى المشاركون في الدراسة نحو 93.5 % من تلك الفترة في تعافي من الذهان، وحوالي 88.2 % وهم يعانون من أعراض ذهان طفيفة.
بشكل عام، يعتقد الفريق أن هذه النتائج تشير إلى أن العلاج المعرفي السلوكي يمكن أن يسبب تغيرات في الدماغ، والتي تؤدي بدورها إلى التعافي على المدى الطويل من الذهان.
ووفقًا للدكتور ميسون، تطعن نتائج الدراسة أيضًا، في الاعتقاد السائد بأن التغيرات التي تنشأ من اضطرابات الصحة العقلية في الدماغ، تكون غير قابلة للعلاج النفسي.
والآن، يخطط الفريق لإجراء دراسات أوسع، بهدف تأكيد النتائج الحالية، بالإضافة للتعرف على تغيرات الدماغ التي يمكن أن تميز بين الأفراد، الذين يستجيبون إلى العلاج المعرفي السلوكي وغيرهم.