صورة أرشيفية
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" تقريرًا تحليليًا حول الأسباب التي دفعت دول أوروبا إلى اتخاذ موقف معادٍ من نظام أردوغان في ذلك التوقيت.
وأشارت الصحيفة إلى توتر العلاقات بين تركيا والعديد من دول أوروبا بعد رفض ألمانيا عقد فعاليات مؤيدة للتعديلات الدستورية التي تقوم بها تركيا، إلى جانب رفض النمسا إقامة هذه الفعاليات، ورفض هولندا أخيرًا هبوط طائرة رئيس الوزراء التركي على أراضيها، ومنع دخول وزيرة الاسرة التركية إلى سفارة أنقرة في هولندا، وطلب الدنمارك تأجيل زيارة رئيس الوزراء التركي إليها.
وقالت الصحيفة، إن العلاقة بين حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم ودول شمال أوروبا تشهد حالة من البرود، وأن أي فعل تقوم به هذه الدول ليس الغرض منه تركيا ولكن الغرض منه هو رفض موقف أردوغان، مشيرة إلى أن الدول الأوروبية التي تحتوي على عدد كبير من الأقليات التركية، ترى أن المشاكل الداخلية التركية أمر غاية في الأهمية بالنسبة لها
وأضافت أن ما قام به نظام أردوغان عقب محاولة الانقلاب التي تعرض لها منتصف شهر يوليو من العام الماضي من إلقاء القبض على الآلاف من المواطنين والموظفين، ورجال الجيش والقضاء، جعل المجتمع الأوروبي ينظر إلى نظام أردوغان على أنه نظام قمعي، ويسير عكس القانون
وسلطت الصحيفة الضوء على تواجد ما يقرب من 500 ألف شخص من الطائفة العلوية التركية في ألمانيا، وأغلبهم من المعارضين لنظام أردوغان وفق تقرير أعدته دويتشه فيله، بالإضافة إلى تواجد العديد من الأكراد داخل ألمانيا، وفي ضوء ذلك دعا وزير الداخلية الألماني السلطات الفيدرالية إلى منع أعضاء حزب العمال الكردستاني ومؤيديهم من ممارسة العمل السياسي داخل المجتمع الألماني حتى تستأصل ألمانيا نفسها من السياسة التركية.
وأكدت الصحيفة أن العديد من الدول الأوروبية خاصة ألمانيا تشعر أن الحكومة التركية تجاوزت الحدود ففي عام 2016 دعت الحكومة التركية ألمانيا إلى معاقبة الكوميديان الألماني جان بوهميرمان بعد إلقائه قصيدة أهان فيها أردوغان وقامت ألمانيا بحبسه، وفق القانون الذي يجرم إهانة رؤساء الدول الاخرى الا أن ألمانيا قامت بالافراج عنه عقب إلغاء هذا القانون.
وتزايد توتر العلاقة بين تركيا وألمانيا بعد قضية اللاجئين منذ عام 2015 واعتقاد المسئولين الألمان أن تركيا تستخدم اللاجئين للضغط على الدول الأوروبية وقتما تشاء.
وقال رئيس الوزراء النمساوي سيباستيان كورتس إن الحملة التركية غير مرحب بها على أرضه، وهو الذي تعرض لتهديدات بالقتل عقب رفضه لقرار عودة حكم الإعدام إلى تركيا مرة أخرى.
وشهدت علاقة تركيا مع السويد توترا كبيرا عقب قرار السويد بمنع بناء المآذن على أراضيها.
وأشار التقرير إلى أنه في الوقت الذي يستخدم فيه أردوغان النزعة القومية منذ عام 2015 داخل بلاده ويرى أنها ناجحة، ترى دول خارجية عديدة وخاصة أوروبية بحتمية معاقبة النظام التركي، بجانب الموقف الذي يتخذه مجلس حقوق الانسان التابع للاتحاد الأوروبي مما يفعله نظام أردوغان منذ محاولة الانقلاب، وخاصة ضد اعضاء حزب العمال الكردستاني.
وقال تقرير جديد صادر عن الاتحاد الاوروبي إن الصراع الدائر في جنوب شرق تركيا تسبب في وقوع العديد من الانتهاكات ضد حقوق الانسان.
ونوه التقرير إلى أن المجتمع الاوروبي يحاول أن يكون بعيدًا عن السياسة الداخلية التركية وصراعاتها، بالإضافة إلى تصويت البرلمان الاوروبي حول تعليق المحادثات بشأن انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي، وأن ما تفعله تركيا من وصف الاوروبيين بالنازيين الجدد سيجعل الخلاف أعمق، ولا يؤدي إلى حل خلال الفترة المقبلة.