تناقلت الصحف العالمية أنباءً حول أن يورجن ستارك، عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي "ECB"سيستقيل بسبب النزاع بشأن برنامج البنك المثير للجدل لشراء السندات، ما يشكل ضربة موجعة للبنك الذي يعتمد السياسات النقدية لأوروبا.
من جهته، أكد البنك أن "ستارك" سيكون ثاني مسؤول ألماني يترك البنك هذا العام بعد استقالة رئيس البنك المركزي الألماني، اكسل فيبر، في فبراير الماضي، في خطوة جاءت أيضًا بسبب معارضته لبرنامج شراء السندات الحكومية.
كان ستارك وينس فديرمان، الرئيس السابق للمركزي الألماني وعضوان آخران بالمجلس التنفيذي للمركزي الأوروبي -الذي يضم 23 عضوا - قد عارضا احياء برنامج شراء السندات في الشهر الماضي، فيما استأنف البنك البرنامج بعد توقفه 19 اسبوعًا، للمساعدة في خفض تكاليف الاقتراض في ايطاليا واسبانيا.
وعلى الرغم من تلك المعارضة التي لا تخفى على المثيرين بشأن برنامج شراء السندات، وانقسام الألمان حوله، إلا أن البنك ذكر إن "ستارك" سيستقيل لأسباب شخصية، في الوقت الذي أوضح فيه مصدرين لوكالة "رويترز" إن الاستقالة مرتبطة ببرنامج شراء السندات الذي أنقذ إيطاليا واسبانيا من الأزمة على مدى الشهر المنصرم وتسبب في انخفاض قيمة اليورو وهبوط أسواق الأسهم الأوروبية.
ويواصل المركزي الاوروبي تلقي الصدمات، إذ من المقرر أن يتقاعد رئيسه الحالي، جان كلود تريشيه في نهاية اكتوبر المقبل، وسيحل محله ماريو دراجي، رئيس البنك المركزي الايطالي، والذي تعرضت بلده ايطاليا لانتقادات من الأسواق، الأمر الذي سيشكل تغييرًا كبيرًا في النمط المعتاد ولكن ليس بالضرورة في الاتجاه الاستراتيجي.
وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية في وقت سابق، إن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، سوف تدعم محافظ البنك المركزي الإيطالي كرئيس جديد للبنك المركزي الأوروبي، ما تم إعتبار تلك المصادقة بمثابة إفساح للطريق أمام محافظ البنك الإيطالي البالغ من العمر 63 عامًا لتولي المنصب من الرئيس الحالي، بعد إنتهاء مدة ولايته التي دامت لنحو 8 سنوات، والتي اتسمت بانتهاج سياسات لكبح جماح التضخم على نفس نهج المركزي الألماني "بوندسبنك".