صورة ارشيفية
استضافت كلية لندن للأعمال مؤخراً أول منتديات "سلسلة المحفزات" الذي جمع شخصيات بارزة في مجال الأعمال في دبي.
وأشار خلاله الخبراء المدعوون من مختلف أنحاء الشرق الأوسط إلى أنّ قطاعي التعليم والرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة على أعتاب مرحلة مفصلية هامة من النمو.
وضمّت الفعالية المنعقدة في فندق جميرا أبراج الإمارات جلستي حوار حول مستقبل الاستثمارات الخاصة في هذين القطاعين، وكلمتين رئيسيتين، تحدث رجل الأعمال البارز الدكتور بي آر شيتي في الأولى عن إنجازاته الرائدة في قطاع الرعاية الصحية في الدولة، فيما ناقش فلورين فاسفاري بروفيسور المحاسبة في الكلية في الكلمة الثانية مفاهيم الاستثمارات الخاصة وأوضاع القطاعين في المنطقة.
في معرض حديثه حول مستقبل قطاع التعليم في الدولة، أوضح عماد منصور الرئيس التنفيذي لـ "أوداشيا كابيتال"، أن قطاع التعليم يخوض تحولاتٍ هامة للارتقاء بإمكانياته الكامنة إلى أعلى المستويات، حيث صرّح: "يوجد العديد من الفرص للاستثمار في هذا القطاع، إلا أن المستثمرين يجب أن يطوروا قدراتهم على التمييز بينها".
وأجمع المتحدثون في الجلسة على ازدياد عدد اللاعبين الجدد في مجال التعليم بشكل ملحوظ في الإمارات خلال السنوات الأخيرة، حيث تواصل دبي تعزيز مكانتها على الخريطة العالمية كوجهة متميزة المستوى للطلاب المرتقبين.
من جانبه صرّح الدكتور بابلو فيتر خبير الاستثمار في قطاع التعليم والرئيس التنفيذي السابق لـ "كينجز إديوكيشن": "تحتل دبي المرتبة الثانية بعد سنغافورة في سوق المدارس على مستوى العالم"، موضحاً حجم الاستثمارات في هذا القطاع والتغيرات التي أحدثتها على واقع المدارس المحلية.
وبلغ حجم استثمارات الإمارات العربية المتحدة في قطاع التعليم 2.72 مليار دولار، محققة زيادةً ملحوظة في الإنفاق الحكومي على التعليم بلغت نسبتها 22%. وتشدّد الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 على أهمية تطوير نظام تعليمي رفيع المستوى، وهو أمرٌ سيتطلّب تغييراً كاملاً في نظام التعليم الحالي وطرق التدريس.
وقام باسم أبو دقّة المؤسّس والمدير التنفيذي لشركة "ذا ليرنينغ كيرف القابضة المحدودة" وخريج كلية لندن للأعمال بتحليل سلسلة القيم الكاملة لسوق الاستثمار التعليمي، حيث استنتج أن هنالك العديد من الفرص الكبيرة لجني الأرباح من هذا القطاع مع بعض المشغلين الطموحين والمستقرين. وتطرق أيضاً إلى مستقبل قطاع التعليم ومقدار الإصلاح الذي سيكون ضرورياً لإعادة بناء المناهج والأنظمة التعليمية التقليدية.
وسلط المتحدثون الضوء على أهمية تزويد سوق التعليم في دبي بالعدد المناسب من المعلمين الأكفاء بحيث يتناسب طرداً مع نمو عدد الطلاب في المدارس، ما يضمن الارتقاء بمكانة القطاع التعليمي وجودته. كما أشار الدكتور فيتر للدور الذي تلعبه التكنولوجيا والابتكار، ضمن ركائز التطور المتسارع في دبي، في تعزيز العملية التعليمية.
وناقشت جلسة الحوار المتعلقة بالاستثمار في قطاع الرعاية الصحية، بقيادة الدكتور الجراح أنشول غوفيلا نائب رئيس قسم العمليات في مستشفى "يونيفيرسال" وخريج كلية لندن للأعمال، بيئة الاستثمار في هذا القطاع في دولة الإمارات.
وبينت ريبيكا سامويل من "الشركة العالمية للاستشارات الهندسية" نمو السوق بمعدل سنوي مركب يصل لأكثر من 13% خلال السنوات القليلة الماضية. من جانبه وضح مارك أدامز الرئيس التنفيذي لشركة "أنجلو عرب القابضة" استمرار النمو في القطاع بالرغم من الضغوط التمويلية.
وتحدث كل من جورج تروب الرئيس التنفيذي لشركة "لومينا أدفايزرز" وسيمي نيهرا مدير عمليات الدمج والاستثمار في شركة "كيه بي إم جي" بشكل تفصيلي عن الأصول الاستثمارية في القطاعات الدنيا والمتوسطة لأسواق الرعاية الصحية، حيث تسود مؤسسات الطبيب الواحد أو المؤسسات المملوكة لعدد محدود من الأطباء.
وشدد المتحدثان على صعوبة القيام بعمليات الفحص النافي للجهالة المطلوبة لهذه الأصول بسبب افتقار هذه المؤسسات للنضج التجاري. وشرح ناجي حوايك الشريك ومحامي المؤسسات الخبير بـ "كلايد آند كو" الإجراءات القانونية المستندة على ثلاثة مراحل وشدد على أهميتها.
وركزت الجلسة أيضاً على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث اتفق الخبراء المشاركون أنه لا تزال هنالك فرصة كبيرة للاستثمار في هذا القطاع في الإمارات. وقدم ناصر مسعود المدير العام لمجموعة "كونسبت ريلايزيشن" وخريج كلية لندن للأعمال أمثلة ناجحة عن شراكات قامت بها مؤسسة الخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة وخصوصاً في مجال العناية بالعظام.
وفي نهاية المنتدى، قام جورج ساكو الخبير في مؤسسة التمويل الدولية بشرح كيفية تعزيز مكانة الإمارات كمنصة للحصول على رؤوس الأموال لمشاريع الرعاية الصحية في أفريقيا وغيرها من المناطق.
فعالية "سلسلة المحفزات"، التي أطلقتها رابطة خريجي كلية لندن للتعليم في الخليج العربي و"ذا ليرنينغ كيرف القابضة المحدودة"، ستنظم على مدار العام مجموعةً جديدة من المنتديات التي تستهدف باقةً متنوعة من القطاعات المهمة لدولة الإمارات العربية المتحدة ومستقبل منطقة الخليج عموماً.
يذكر أن كلية لندن للأعمال عملت على تطوير قادة الأعمال في المنطقة على مدى السنوات العشر الماضية من خلال مقرها في مركز دبي المالي العالمي الذي يقدم شهادة الماجستير التنفيذي في إدارة الأعمال إضافة لبرامج تنفيذية متنوعة لإدارة الأعمال.