كانت شركة "دلتا - جليل" الإسرائيلية للنسيج من أوائل الشركات الإسرائيلية التى إستفادت من السلام مع مصر، بعد أن نقلت مصانعها إلى مصر التى تتميز بإنخفاض أجور العمالة فى التسعينيات من القرن الماضى، وهو ما فعلته فى دول الجوار الأخرى التى نقلت اليها مصانعها التى باتت منتشرة فى الأردن وتركيا والهند وسكوتلندا وأمريكا اللاتينية.
وفى أعقاب الثورة المصرية شعر المستثمر الإسرائيلى دوف لوتمان، أحد مؤسسي شركة دلتا الذى يملك حصة الأسد من أسهم الشركة بالقلق الذى إنتاب كل الساسة والاقتصاديين فى تل أبيب بسبب الأحداث في مصر، لكنه تمسك بحالة من الإرتياح لأن الثوار المصريين لم يذكروا إسرائيل فى أيام الثورة الأولى.
لكن بعد أن وصلت الأحداث الى ذروتها منذ قتل إسرائيل لعدد من الجنود المصريين على الحدود منتصف الشهر الماضى، مرورا بإقتحام بعض الشباب المصري للسفارة الجمعة الماضية وهروب عدد من مديرى شركته الإسرائيليين من القاهرة على طائرة السفير يتسحاق ليفانون التى غادرت سماء القاهرة فى نفس ليلة اقتحام السفارة.
بدأ القلق على مصير "دلتا – الجليل" يساور أصحابها رغم تصريحات التى حاولت التماسك والتأكيد على أنها تخطط للعمل بشكل اعتيادي ولو لم يكن الموظفون الإسرائيليون هناك، بينما تعانى أسهم الشركة المطروحة فى "بورصة تل أبيب" والتى لا تتجاوز الـ 14% من إجمالى أسهم الشركة، من الهبوط العام لمؤشرات السوق التى تعانى إنهيار كاملا، على أصداء محلية وإقليمية وعالمية متراجعة.
ويملك لوتمان رئيس الشركة وأكبر حملة الأسهم يحتفظ بحصة مقدارها 56% ، فى حين تملك سارة لى – أكبر مصنعى الملابس فى العالم – حصة مقدارها 30%، وتنتج "دلتا - جليل" عدة منتجات أبرزها الجوارب والملابس الداخلية القطنية.
وكانت تقارير إخبارية إسرائيلية قد كشفت عن فرار مديرو مصانع "دلتا" الإسرائيلية للنسيج، وذلك من بين الثمانين إسرائيلياً الذين قامت تل ابيب إجلاؤهم من مصر فى أعقاب اقتحام سفارة بلادهم فى القاهرة الجمعة الماضية.
وقالت التقارير إن هؤلاء المسؤلين رحلوا عن مصر بمحض إرادتهم وليس بطلب من وزارة الخارجية الإسرائيلية كما كانت الحال فيما يتعلق بأفراد طواقم السفارة.
من جانبه قال متحدث بإسم الخارجية الإسرائيلية إنه يعتقد بأن عدداً آخر من الموظفين الإسرائيليين فى المصانع المذكورة قد غادروا مصر عائدين إلى البلاد أو دول أخرى، دون إبلاغ السلطات الإسرائيلية المختصة، تجنباً لتعرضهم للأذى فى خضمّ المظاهرات المناهضة لإسرائيل فى القاهرة، علماً بأن مجمعا ضخما لمصنع "دلتا" يقع على مسافة غير بعيدة عن السفارة التى اقتحمها المتظاهرون.
وأشارت مصادر إلى أن المسؤلين والموظفين الإسرائيليين فى مصانع "دلتا" الكائنة فى مصر، والأردن أيضاً معتادون على مغادرة هاتين الدولتين فى أوقات الأزمات السياسية، والعودة إليهما بعد استقرار الأوضاع.
ويعمل فى مصانع "دلتا" بمصر عدد كبير من العمال المصريين، بالإضافة إلى عشرات الموظفين الإسرائيليين الذين يشغلون مناصب إدارية.