صورة ارشيفية
واصل الدولار الأمريكي خسائره لأسبوع جديد وسط تصاعد الشكوك حول قوة الاقتصاد الأمريكي وما إذا كانت كافية لاستكمال عملية التشديد النقدي أما لا .
وفي حين أن البيانات المؤثرة قد غابت عن تداولات الدولار هذا الأسبوع، لكن جاءت تصريحات صناع القرار بالفيدرالي الأمريكي لتزيد الضغوط على عاتق الدولار دافعة إياه إلى أدنى مستويات جديدة له فيما يقارب الـ 3 سنوات.
فعلى مدار الأسبوع، صرح عدد من أعضاء لجنة الفيدرالي للتشديد على ضرورة التأكد من ارتفاع التضخم قبل مواصلة رفع الفائدة، الامر الذي عكس ارتفاع المخاوف على طاولة الفيدرالي حول تراجعات التضخم الأخيرة وهو ما قد يعرقل البنك في طريقه نحو الرفع الثالث للفائدة هذا العام.
كما أن سيطرة التطورات السياسية على حركة الدولار باتت في تصاعد مستمرة خاصة مع تخبط خطى الإدارة الأمريكية بيس محلياً فقط، بل وعالمياً. الأمر الذي عزز من المخاوف حيال مستقبل البلاد وانعكس سلباً على الدولار.
وعلى الجانب الأخر، جاء تحسن الأوضاع الاقتصادية بالعديد من الاقتصادات المنافسة ليرفع من شأن العملات الأخرى على حساب الدولار خاصة وأن البنوك المركزية تتأهب للتخلص من السياسات التوسعية واللحاق بالفيدرالي الأمريكي.
فضلا عن المخاطر الجغرافية التي تتعرض لها البلاد، فبعد إعصار هارفي تترقب الولايات المتحدة إعصار جديد يوصف بأنه الأقوى على الإطلاق ومن المقرر أن يضرب الساحل الشرقي للبلاد خلال أيام قليلة تاركاً أثار مدمرة. الأمر الذي قد ينعكس سلباً على النمو العام خلال الشهور التالية.
هذا، وقد هبط مؤشر الدولار خلال تداولات الأسبوع إلى مستويات الـ 90.97 للمرة الأولى منذ ديسمبر 2014، أي أن الدولار تخلى تقريباً عن جميع المكاسب التي حققها منذ بدء الفيدرالي لعملية التشديد النقدي.
اليورو
كان اليورو محط أنظار الأسواق العالمية هذا الأسبوع خاصة مع انعقاد اجتماع المركزي الأوروبي. فقد حقق اليورو مكاسب قوية على مدار الفترات الأخيرة بدعم من تحسن تطلعات اقتصاد المنطقة الأوروبية وكذلك مستقبل السياسة النقدية.
واستمر هذا إلى أن أطل علينا محافظ المركزي الأوروبي أمس الخميس ليشيد بالأداء الاقتصادي خلال الأونة الأخيرة وما يقدمه من دعم لتطلعات السياسة النقدية.
الأمر الذي قدم المزيد من الدعم لتداولات اليورو الذي صعد لأعلى مستوياته في 3 سنوات أمام الدولار عند 1.2090.
وقد أوضح أن الاجتماع المقبل في أكتوبر قد يشهد إتخاذ قرارات جديدة بشأن السياسة النقدية حيث ستقوم اللجنة بمناقشة خطط السياسة النقدية للعام المقبل.
ومن المتوقع أن يعزز اليورو من مكاسبه الفترة القادمة بدعم من ارتفاع حالة التفاؤل حول خطوات السياسة النقدية القادمة خاصة وإن واصل الضعف استحواذه على حركة الدولار.
الجنيه الإسترليني
تجاهل الجنيه الاسترليني ضعف البيانات البريطانية الصادرة على مدار الأسبوع بداية من ضعف نمو قطاع البناء مروراً بتباطؤ القطاع الخدمي خلال أغسطس مستغلاً حالة الضعف التي سيطرت على حركة الدولار الأمريكي ليترتفع إلى 1.3222 في محاولة لبلوغ أعلى مستويات العام عند 1.2365 التي سجلها مطلع أغسطس الماضي.
هذا وقد غابت التطورات السياسة وبالأخص تطورات عمليو الخروج من الإتحاد الأوروبي عن الضوء هذا الأسبوع، مما دعم ارتفاعات الاسترليني .
الين الياباني
جاء تصاعد التوترات السياسية على الصعيد العالمي وبالأخص تفاقم أزمة كوريا الشمالية ليصب في صالح الين الياباني كعملة ملاذ آمن. فقد تسببت التطورات الأخيرة في تراجع شهية المخاطرة لدى مستثمري العالم إلى أدنى مستوياتها وبالتالي لم يجدوا بديلاً عن المجالات الآمنة كالين اليابان والذهب.
وعليه سجل الين اليابان أعلى مستوياته أمام الدولار منذ نوفمبر 2017. لكن بالرغم من ضعف الدولار العام، إلا أن تراجعات زوج الدولار ين كانت محدودة بعض الشئ خاصة مع استمرار ضعف البيانات الاقتصادية اليابانية والتي أظهرت تباطؤ النمو خلال الربع الثاني من العام عند 0.6% فقط.
علاوة على ذلك، مازال الزوج مدعوماً بتفاوت العائد وتوجهات السياسة النقدية.